رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": ترامب تعهد بالسلام لكنه الآن غارق في صراع جديد بين إسرائيل وإيران

14-6-2025 | 09:27


ترامب

دار الهلال

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب دخل البيت الأبيض، ولديه تعهد بإنهاء الحروب حول العالم، لكن جهوده لإبرام اتفاق نووي مع إيران يبدو أنها دفعت إسرائيل لبدء حرب جديدة، مشيرة إلى أن الجيش الأمريكي ساعد اليوم في إسقاط صواريخ إيرانية متجهة نحو إسرائيل.

ويجري مبعوث البيت الأبيض مفاوضات منذ أشهر مع القادة الإيرانيين في محاولة لفرض قيود على برنامجهم النووي على الرغم من الاعتراضات الشديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقد أعلن ترامب أن اتفاقا مع إيران سيكون أفضل من "عنف لم يره الناس من قبل". لكن الدبلوماسية "عالية المخاطر"، كانت دائما تحتوي على نقطة ضعف واضحة في جوهرها: /إذا أرادت إسرائيل عرقلة المحادثات، فكل ما تحتاجه هو مهاجمة إيران نفسها/.

وقالت: بعد خمسة أشهر من ولاية ثانية لترامب، بدأت بمحاولته أن يكون صانع سلام والاتحاد، يضطرب الشرق الأوسط بصراع جديد لا نهاية للعنف في أوكرانيا في الأفق. وسرعان ما انجرفت واشنطن إلى القتال الجديد، حيث بذلت جهودا للدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية المضادة بينما تشاور ترامب مع فريقه للأمن القومي.

وأضافت الصحيفة أن ترامب جرى إبلاغه بخطط إسرائيل لضرب إيران، ولا يبدو أنه سعى لثني نتنياهو عن الهجوم، وعلى الرغم من أن ترامب حث إيران على مواصلة التفاوض أو مواجهة المزيد من الهجمات الإسرائيلية، إلا أن آفاق التوصل إلى اتفاق بدت أبعد من أي وقت مضى.

واعتمدت المفاوضات السابقة جزئيا على تأكيدات أمريكية موثوقة بأن واشنطن ستلجم إسرائيل وتضمن السلام، والآن، كما أشار ترامب، فإن بعض القادة الذين كانت الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى اتفاق معهم قد ماتوا.

وقالت إيلي جيرانمايه، خبيرة في الشأن الإيراني بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "ضربات إسرائيل غير المسبوقة في أنحاء إيران الليلة الماضية؛ صُممت لتقويض فرص الرئيس ترامب في إبرام صفقة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني".

وبدا الرئيس ترامب وكأنه يحاول استعادة "السردية" /الجمعة/، على الرغم من أنه بدا وكأنه لم يقدم شيئا يذكر من شأنه أن يدفع إيران إلى طاولة المفاوضات.

وقال متحدث باسم ويتكوف إن محادثات الغد مع إيران في عمان لا تزال في موعدها، على الرغم من صعوبة تخيل أن الاجتماع سيعقد في ظل حرب شاملة تلوح في الأفق.

ونبهت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز "ديفينس براوريتيز" للأبحاث - الذي يدعو إلى نهج أكثر تقييداً للمشاركة العسكرية الأمريكية - إلى خطورة "تدمير مصداقية" الولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران وربما في المفاوضات مع دول أخرى.. وقالت: "ما قيمة تعهد أمريكي إذا لم يتمكن من كبح جماح إسرائيل؟".

لم يبذل ترامب ولا كبار مساعديه محاولات علنية اليوم /الجمعة/؛ لكبح جماح إسرائيل عن شن المزيد من الضربات، على الرغم من أن وزير الخارجية ماركو روبيو سعى - أول أمس - إلى إبعاد واشنطن عن "المجهود الحربي".. قائلاً إن إسرائيل تصرفت بمفردها.

وقال محللون إن الرسائل المتضاربة من غير المرجح أن تكون قوية بما يكفي لوقف هجمات إسرائيل أو إقناع إيران بعدم ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وجر واشنطن أعمق في الحرب.. "لقد كان ترامب في بعض الأحيان على خلاف مع نفسه".

بينما قال جوناثان بانيكوف، المسئول الاستخباراتي الأمريكي الرفيع السابق ومدير مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي: "الرئيس ترامب أراد الدبلوماسية بالتأكيد. أعتقد أنه أراد حقاً أن يحاول إبرام صفقة. أعتقد أنه بدأ يتضح أيضاً أن ذلك لن يحدث ببساطة"، مضيفا "لم يكن هناك أي احتمال - على الإطلاق - أن يكون الإيرانيون مستعدين للتخلي عن التخصيب وحقهم في التخصيب، كما زعموا. وأعتقد أن هذا كان محركاً حقيقياً هنا في كيفية تعامله مع هذا الأمر.. لا أعتقد أن نتنياهو كان ليتمكن من المضي قدماً في هذا دون موافقة الولايات المتحدة على الأقل، أعتقد أنه من الواضح أن ذلك حدث".

وأوضحت "واشنطن بوست" أن قبول حرب إسرائيلية ضد إيران سيكون خروجاً عن خطاب ترامب الانتخابي، وكذلك عن بعض تصرفاته خلال الأشهر الأولى من إدارته؛ فقد تعهد ترامب - خلال حملته الانتخابية - بإنهاء الحروب وإخراج الولايات المتحدة من "التورطات الأجنبية"، وخلال حدث انتخابي في سبتمبر الماضي، قال: "سنعيد الاستقرار بسرعة إلى الشرق الأوسط، وسنعيد السلام إلى العالم".