رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«أسدكم أعرج».. إسرائيل تعيش ليلة سوداء إثر 6 دفعات صاروخية إيرانية

14-6-2025 | 11:56


هجمات إيران على إسرائيل

محمود غانم

ليلة عصيبة عاشتها شتى نواحي إسرائيل على خلفية الهجمات الصاروخية الإيرانية، التي جاءت ردًا على العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له قبل ذلك بنحو 18 ساعة، لتنزل طهران عبر ضرباتها في تل أبيب دمارًا لم يُعهد مثله في البلاد، كما وصف.

جاءكم الرد

بعد هجمات شنتها إسرائيل على إيران فجر أمس الجمعة طالت منشآتها النووية، فضلًا عن أنها أسفرت عن مقتل قادة عسكريين، وعلماء نوويين، إلى جانب عشرات المدنيين الذين سقطوا بين قتيل وجريح، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، أطلقت طهران عملية "الوعد الصادق 3" ردًا على العدوان الإسرائيلي.

وجاء التحرك الإيراني بعد أن أدركت طهران أن إسرائيل لا تستهدف فحسب تدمير برنامجها النووي، بل كذلك تستهدف إسقاط النظام الإيراني، الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي.

واتضحت تلك الرغبة بعد أن حرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشعب الإيراني على قيادته، موجهًا حديثه له عبر القول: إنكم أمام "فرصة للتخلص منه".

وفي هذا السياق المتأزم، أطلقت طهران عملية "الوعد الصادق 3"، التي ضربت عبرها عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، ضرب العشرات من الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية لما أسماه بـ"النظام الصهيوني" في الأراضي المحتلة، وذلك في إطار عملية الوعد الصادق 3.

وأكد مسؤول إيراني ، أنه لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل، مشددًا على أن انتقام بلاده سيكون مؤلمًا، ثمنًا لقتله قادتنا وعلماءنا وأبناء شعبنا.

وحسب ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن طهران أطلقت -إلى الآن- ست دفعات صاروخية طالت نواحي البلاد، بما في ذلك مناطق الشمال والجنوب والوسط، وخلال 15 دقيقة فقط، أطلقت طهران ثلاث دفعات صاروخية على إسرائيل من ضمن الست.

وأسفرت موجات الصواريخ الست عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، فضلًا عن إصابة 91 بجروح مختلفة، حسب ما تظهره المعطيات العبرية، غير أن هذه الأرقام تحظى بالتشكيك، خصوصًا في ظل مشاهد الدمار التي بُثّت على الهواء مباشرة من قبل وسائل الإعلام العالمية.

ويتأكد ذلك التكتم أكثر، بعد أن طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان بعدم نشر أو مشاركة مواقع وفيديوهات عن أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية.

وضمن مشاهد الدمار، شهدت مدينة ريشون ليتسيون جنوب تل أبيب، قصفًا عنيفًا نتج عن سقوط صاروخ إيراني بشكل مباشر، ما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينما أخفقت أنظمة الإنذار المبكر في رصد الضربة.

وفي سياق ذلك، تحدثت وسائل إعلام عن "حدث خطير جدًا" في تل أبيب عقب قصف بصاروخ إيراني استهدف موقعًا استراتيجيًا، لم يتم الكشف عن تفاصيله.

دمار غير معهود

وأكد أحد المسؤولين الأمنيين في "تل أبيب" أن الهجوم الإيراني يمثل حدثًا كبيرًا طال عددًا كبيرًا من المواقع، في حين قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن "دمارًا غير مسبوق" لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، حيث تعرضت عشرات المباني والمركبات لأضرار مباشرة بفعل الصواريخ الإيرانية أو شظايا صواريخ الاعتراض.

وبُثّت عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر دمارًا واسعًا في المباني والطرقات، وسط تصاعد سحب دخان كثيفة، ما أثار الكثير من الشكوك حول صحة الرواية العبرية بشأن عدد القتلى والمصابين.

وبينما أكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تتعامل مع "مواقع متعددة" سقطت فيها صواريخ وشظايا، دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى التزام الملاجئ وعدم مغادرتها حتى إشعار آخر.

وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن هذه الليلة كانت "قاسية" بسبب كثافة القصف الإيراني، إذ أطلقت طهران ست دفعات صاروخية -إلى الآن- على مناطق مختلفة في إسرائيل، موضحًا أنه اضطر إلى الذهاب إلى الملاجئ خمس مرات خلال الليل.

وفي غضون ذلك، قال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن النظام الإيراني تجاوز الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية، متوعدًا إياه بأنه "سيدفع الثمن".

وأضاف كاتس، أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ هجمات على إيران واستهداف مواقع إستراتيجية، وفقًا لخطط معدة مسبقًا، حسب تعبيره.

في المقابل، أكد أحمد وحيدي، القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني، أن بلاده ستواصل الرد على عدوان إسرائيل طالما رأت ذلك ضروريًا.

نرفض ضبط النفس

ورفضت طهران كافة الدعوات التي طالبتها بضبط النفس، مؤكدة أن ردها على العدوان الإسرائيلي سيكون قاسيًا وحازمًا، وذلك وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت أن الهجمات الإسرائيلية التي انتهكت السيادة الوطنية الإيرانية وسلامة أراضيها وهاجمت منشآتها النووية ومناطقها السكنية، تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

وكان الهجوم الإسرائيلي على طهران متوقعًا منذ بداية العام الحالي، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.