إسرائيل تهدد باغتيال المرشد الإيراني.. من يحميه؟
بزعم أنه سيؤدي إلى إنهاء الصراع الدائر، ألمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث يأتي ذلك في خضم الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب، بعد عدوان غاشم شنّته الأخيرة على الأولى، لتدمير منشآتها النووية.
ويأتي حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد العديد من الاغتيالات التي نفذتها بلاده في صفوف قادة الصف الأول من الحرس الثوري الإيراني، وعلماء البرنامج النووي، ما عكس اختراقًا استخباراتيًا كبيرًا لـ"إيران"، يؤكد قدرة إسرائيل على اغتيال المرشد علي خامنئي.
هل يحمي القانون الدولي المرشد؟
ويطرح ذلك السياق الفائت سؤالًا مفاده: هل بات المرشد الإيراني هدفًا مشروعًا لـ"إسرائيل" أم يحظى بحماية بموجب القانون الدولي؟
"دار الهلال" توجهت بهذا السؤال إلى الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، حيث أفاد في حديثها بأن المرشد الإيراني يحظى بحماية دولية بصفته قائدًا سياسيًا.
وقال الدكتور أيمن سلامة، إن القانون الدولي الإنساني لا يبيح استهداف القادة السياسيين لمجرد كونهم يشغلون مناصب قيادية، وذلك تعقيبًا على تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأوضح سلامة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن "القانون يميز بوضوح بين المقاتلين والمدنيين، حيث يتمتع المدنيون بحماية تامة من أي هجمات مباشرة، ما لم يشاركوا بأنفسهم في العمليات العدائية".
وقال سلامة إن القادة السياسيين، بحكم مناصبهم، يُعدّون من فئة المدنيين، حيث إن الاستثناء الوحيد هو إذا ثبت أنهم يضطلعون بشكل مباشر بأدوار عسكرية، كالمشاركة في التخطيط أو تنفيذ عمليات قتالية، وفي هذه الحالة فقط يمكن اعتبارهم أهدافًا عسكرية مشروعة.
وشدد أستاذ القانون الدولي على أن حتى في حال اعتبار الشخص هدفًا مشروعًا، فإن العملية العسكرية يجب أن تلتزم بمبادئ التناسب والضرورة، مع تجنب أي أضرار غير مبررة تلحق بالمدنيين أو الممتلكات المدنية.
وخاتمًا، أكد سلامة على أن "استهداف أي قائد سياسي لا يشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى جريمة حرب يُعاقب عليها".
وبناءً على ما أوضحه سلامة، فإن استهداف المرشد الإيراني -ما لم يثبت تورطه المباشر في أعمال عسكرية- يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
اغتيال المرشد
وفي مقابلة مع شبكة "ABC" الأمريكية، أُجريت أمس، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقارير أفادت برفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي خشية تصعيد الصراع، قائلًا: "هذا لن يؤدي إلى تصعيد الصراع، بل سينهيه".
ومنذ فجر الجمعة الماضية، تشنّ إسرائيل عدوانًا على إيران بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية كهدف معلن، وإسقاط النظام الإيراني كهدف ألمحت إليه، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، اغتالت ضمنها علماء نوويين وقادة عسكريين كبارًا.
كان الهجوم الإسرائيلي على إيران متوقعًا منذ بداية العام الحالي، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وردًا على العدوان الذي طال أراضيها، أطلقت طهران، مساء اليوم ذاته، عملية "الوعد الصادق 3"، التي هاجمت فيها أهدافًا استراتيجية في إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، مُلحقة بها خسائر فادحة، يكتنفها تعتيم من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأكدت طهران أن توقف هجماتها مرهون بوقف إسرائيل عدوانها على الأراضي الإيرانية، مشددة على أن ردها مشروع وفقًا للقانون الدولي.
ويمثل الصراع الحالي أكبر تصعيد بين إسرائيل وإيران، اللتين يجمعهما عداء طويل منذ عقود، حيث يُعدّ انتقالًا من حرب الظل التي استمرت سنوات إلى صراع عسكري مفتوح.