رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد إطلاق «فتاح» للمرة الأولى.. ما هي الصواريخ الإيرانية وحجم ترسانة طهران منها؟

18-6-2025 | 13:18


ترسانة إيران الصاروخية

أماني محمد

في خطوة جديدة من التصعيد العسكري الإيراني الإسرائيلي، أعلن الحرس الثوري عن استخدام صواريخ "فتّاح" من الجيل الأول، في الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت تل أبيب الليلة الماضية، والتي وصفها الحرس الثوري بأنها "بداية نهاية أسطورة الدفاعات الجوية للجيش الصهيوني، وأدخلت الأشرار الصهاينة في حالة من الارتباك والانهيار الذاتي".

صواريخ فتاح هي واحدة من أنواع الصواريخ التي تمتلكها طهران في ترسانتها الصاروخية، التي أربكت الاحتلال وعجزت منظومته الدفاعية "القبة الحديدية" في صدها، وتستخدمها طهران في الرد على الهجمات الإسرائيلية التي ضربت عمق المدن الإيرانية، في فجر الجمعة الماضي، واستهدفت عدد من المنشآت العسكرية والنووية وقادة البرنامج النووي والعسكريين الإيرانيين.

ترسانة إيران الصاروخية

وتعد ترسانة الصواريخ الإيرانية هي الأكبر والأكثر تنوعًا في الشرق الأوسط تشمل آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ذات المدى المتنوع ، حيث صرّح الجنرال كينيث ماكنزي، من القيادة المركزية الأمريكية، في عام ٢٠٢٢، بأن إيران تمتلك أكثر من 3 آلاف صاروخ باليستي، وفقًا لتقرير عام 2024 من موقع "إيران ووتش"، وهذا لا يشمل قوة صواريخ كروز الهجومية البرية، وخلال العقد الماضي أجرت إيران تحسينات كبيرة في دقة صواريخها، حيث اقترن التركيز على الدقة والضبط بحد أقصى لمدى الصواريخ يبلغ ٢٠٠٠ كيلومتر.

وعلى الرغم من اعتمادها المبكر على الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، فقد ركزت إيران منذ ذلك الحين بشكل أكبر على تطوير الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، كما أن العديد من الصواريخ الإيرانية قادرة بطبيعتها على حمل رؤوس نووية، ففي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 تضمن نصًا يدعو إيران إلى "عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية" لمدة ثماني سنوات، وهي الفترة التي انتهت في أكتوبر 2023.

كذلك واصلت إيران تطوير مجموعة واسعة من الصواريخ القادرة بطبيعتها على حمل رؤوس نووية، بالإضافة إلى مركبات الإطلاق الفضائية التي تستخدم العديد من التقنيات نفسها المستخدمة في الصواريخ الباليستية طويلة المدى.

تمتلك إيران تشكيلة واسعة منها، تشمل صواريخ تعمل بالوقود السائل، مثل "قدر" و"خرمشهر"، بالإضافة إلى صواريخ باليستية متطورة تعمل بالوقود الصلب، مثل صاروخ "خيبر شكان"، وهو صاروخ مُجهّز بمركبات عودة قابلة للمناورة مزودة بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، لزيادة دقتها وتمكينها من المناورة داخل الغلاف الجوي، وهو الصاروخ الذي تم تطويره إلى صاروخ "فاتح"، القادر على التحليق في مسارات تفوق سرعة الصوت عبر الغلاف الجوي، مما يُصعّب اعتراضها.

بالإضافة إلى هذه الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، تمتلك إيران ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (بمدى يتراوح بين 300 و1000 كيلومتر)، بعضها مستوحى من صواريخ سكود السوفيتية يستخدم الوقود السائل، بينما يستخدم معظمها الوقود الصلب، كما أن العديد منها مزود بزعانف تحكم وأنظمة ملاحة عبر الأقمار الصناعية.

الصواريخ الإيرانية فتاح -1

وفي بيان إعلانه بشأن انطلاق الموجة الحادية عشرة من العملية "الوعد الصادق 3"، قال الحرس الثوري الإيراني إنه استخدم صواريخ "فتّاح" من الجيل الأول، وفقا لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، قائلا إن تلك الصواريخ القوية وعالية القدرة على المناورة، هزت "ملاجئ الصهاينة مرارًا بعد أن اخترقت درعهم الدفاعي، وأوصلت رسالة اقتدار إيران إلى الحليف المحرّض على الحرب لتل أبيب" على حد وصفه.

وأكد الحرس الثوري أن "الهجوم الصاروخي الليلة أثبت أننا قد بسطنا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكانها باتوا بلا أي دفاع في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية".

ويوصف الصاروخ فتاح -1، بأنه صاروخ "أسرع من الصوت"، وهي الصواريخ التي تعرف ليس فقط بقدرتها على الوصول إلى سرعات تتجاوز 5 ماخ، بل أيضًا بقدرتها على الحفاظ على هذه السرعات مع القيام بمناورات كبيرة داخل الغلاف الجوي أثناء الطيران.

ويندرج هذا الصاروخ تحت فئة خاصة من الصواريخ الأسرع من الصوت قيد التطوير حول العالم ويتكون من نوعين رئيسيين، هما الطائرات الشراعية الأسرع من الصوت وصواريخ كروز الأسرع من الصوت، أما صاروخ "فاتح"، وهو صاروخ باليستي مزود بمحرك صاروخي صلب إضافي في مركبة إعادة الدخول الخاصة به، كما أنه متوسط ​​المدى، بمدى 1400 كم، يعمل بالوقود الصلب، ويتجه باستخدام نظامي ملاحة داخلي بالإضافة إلى الأقمار الصناعية.

رغم أن وزن الرأس الحربي لا يتجاوز 450 كجم فقط، وهو وزن يعتبر صغيرًا مقارنة بمدى الصاروخ. لكن سرعة “فتاح-1” الفرط الصوتية تساوي فعليًا قوة تفجيرية تعادل عدة أطنان من المواد المتفجرة.

فتاح-2

أعلنت إيران عن صاروخ فتاح – 2، للمرة الأولى، خلال زيارة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى منشأة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني في نوفمبر 2023، وهو أحد الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، وهو من الصواريخ الفرط صوتية، ويصل مداه إلى 1500 كلم، واستخدمته إيران في هجماتها ضد إسرائيل في أبريل 2024 " لتدمير منظومتي Arrow 2، وArrow 3 الإسرائيلية للدفاع الصاروخي.

ويستطيع الصاروخ حمل رأس حربي يزن 450 كجم، ويتمتع بقدرة فائقة على المناورة خلال رحلته للتهرب من الدفاعات الصاروخية المعادية، ويستخدم زعانف هوائية أمامية في المرحلة الأولى لتثبيت مساره وتوجيهه فور إطلاقه، ويعتبر الرأس الحربي للصاروخ من نوع شديد الانفجار، مصمم لإحداث ضرر جسيم عند الاصطدام.

صاروخ سجيل

يعتبر "سجيل" صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويرجح أن تطويره بدأ في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، يصل مداه لـ2000 كيلومتر، ويتيح الوقود الصلب أوقات إطلاق أسرع، ما يجعل الصاروخ أقل عرضة للخطر أثناء الإطلاق، ويبلغ طوله 18 متراً، وقطره 1.25 متراً، ويبلغ وزن إطلاقه الإجمالي أكثر من 23 طناً، ويمكنه إيصال حمولة تبلغ حوالي 700 كجم إلى، ويفترض أن يحمل الصاروخ رؤوساً حربية شديدة الانفجار.

صاروخ "خرمشهر"

هو صاروخ باليستي إيراني متوسط ​​المدى يعمل بالوقود السائل لمرحلة واحدة، وأجرت إيران أول اختبار لإطلاق الصاروخ في يناير 2017، وعرضته علناً لأول مرة في عرض عسكري بطهران في سبتمبر 2017، ويُقال إن مداه يبلغ من 2000 إلى 3000 كيلومتر، ففي عام 2019، عرضت إيران نسخة منه مزودة بمركبة إعادة دخول أصغر حجماً، يصل مداها إلى 3 آلاف كيلومتر.

وينتمي الصاروخ الإيراني لفئة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، بطول 13 متراً، وقطر 1.5 متر، ووزن عند الإطلاق بين 15 إلى 20 طناً، وحمولة قصوى تبلغ 1500 كجم، مع رأس حربي شديد الانفجار.

اسمه يعود إلى مدينة "خرمشهر"، عاصمة مقاطعة "خرمشهر" بمحافظة خوزستان التي احتلها العراق بين أكتوبر 1980 ومايو 1982.

وفي أغسطس 2020، نشرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مقطع فيديو آخر يُظهر على الأرجح اختباراً لهذا الطراز الجديد من صاروخ "خرمشهر-2"، وقالت إنه تمكن من إصابة هدف بقياس 40×40 متراً، مؤكدة أنه يتمتع بقدرات على التهرب من الرادار وتوجيه نهائي.

هجمات صاروخية إيرانية سابقة على إسرائيل

استخدمت إيران 110 صواريخ باليستية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وصواريخ كروز، في هجومها على إسرائيل في أبريل 2024، والذي سُمّي عملية "الوعد الصادق"، التي أطلقتها ردًا على اغتيال إسرائيل لمحمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في هجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.

وحينها اعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية معظم الصواريخ الباليستية، باستخدام صواريخ آرو 2 وآرو 3 الاعتراضية. ودُعمت هذه الصواريخ بمدمرات تابعة للبحرية الأمريكية، تعمل قبالة السواحل الإسرائيلية، مُسلحة بصواريخ اعتراضية من طراز ستاندرد ميسايل 3 الباليستية.

وفي هجوم ثانٍ، في أكتوبر 2024، سُمي "الوعد الصادق 2"، هاجمت إيران إسرائيل بحوالي 150 صاروخًا باليستيًا، وهي الصواريخ التي تم اعتراض معظمها، لكن بعضها أصاب قاعدتي نيفاتيم وتل نوف الجويتين، بالإضافة إلى المنطقة القريبة من مقر الاستخبارات الإسرائيلية.