رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حسن حسني... المعلّم الذي رافق أجيال الفن واحتل القلوب بخفة ظله وعمق أدائه

19-6-2025 | 04:56


حسن حسني

لؤلؤة النجمي

يوافق اليوم، الخميس 19 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الكبير حسن حسني، أحد أعمدة التمثيل في مصر والعالم العربي، والذي لم يكن مجرد ممثل بارع، بل معلمًا ومُلهمًا وأبًا روحيًا لجيل كامل من النجوم الشباب الذين لمعوا تحت عينيه ورافقهم في خطواتهم الأولى نحو النجومية.

 

وُلد حسني في مثل هذا اليوم من عام 1936، وامتدت مسيرته لأكثر من خمسة عقود، ترك خلالها بصمة لا تُمحى في المسرح والسينما والدراما، مشاركًا في ما يزيد عن 500 عمل فني، بين بطولة وصداقة وظهور داعم أعاد تعريف معنى "الدور الثاني" ليجعله في كثير من الأحيان... الدور الأهم.

 

بدايات متواضعة وصعود مثير

 

لم تكن انطلاقة حسن حسني صاخبة أو لامعة، بل بدأ من الظلال، بدور بسيط للغاية في فيلم الكرنك عام 1975، إلى جانب نور الشريف وسعاد حسني. لكن عينه على الفن كانت حادة، وسرعان ما برز كأحد الوجوه القادرة على أداء الأدوار المركبة، وخصوصًا أدوار الشر، كما في فيلم سواق الأتوبيس للمخرج عاطف الطيب، الذي تبنّاه لاحقًا كممثل أساسي في أفلامه مثل البريء، البدروم، والهروب.

 

التسعينيات... الانفجار الفني

 

شهدت فترة التسعينيات ذروة توهجه، حيث أصبح حسن حسني علامة مميزة في معظم الأعمال الفنية، يتنقّل بين السينما والمسرح والتلفزيون بسلاسة نادرة. شارك في أفلام خالدة مثل دماء على الأسفلت، بخيت وعديلة، ناصر 56، البطل، همام في أمستردام، وعبود على الحدود، وأضفى على كل دور لمسة إنسانية خاصة، مهما كان حجمه.

 

الدراما والمسرح... ساحات أخرى للتألق

 

لم يكن حسن حسني نجم شباك فقط، بل أضاء الشاشة الصغيرة بمسلسلات مثل رد قلبي، أرابيسك، المال والبنون، جمهورية زفتى، ودموع صاحبة الجلالة، في حين ظل المسرح أحد ميادينه المفضلة، وقدم عليه أعمالًا ناجحة منها حزمني يا، عفروتو، وأنا وهي والكمبيوتر، محافظًا على حضوره القوي وخفة ظله المعتادة.

 

الألفية الجديدة... الأستاذ وسط التلاميذ

 

مع بداية الألفينات، تحوّل حسن حسني إلى "تميمة الحظ" لنجوم الكوميديا الصاعدين، فكان الرفيق الدائم لمحمد سعد في مجموعة من أنجح أفلامه، بدءًا من اللمبي عام 2002، الذي قلب موازين الإيرادات في تاريخ السينما المصرية. تكررت هذه الثنائية في 12 عملًا، تلاه الفنان هاني رمزي بـ9 أعمال، ليثبت أن وجود حسن حسني بجانب أي فنان شاب كان بمثابة شهادة عبور للجمهور.

 

إرث لا يُنسى

 

لا يمكن حصر تأثير حسن حسني في عدد الأعمال التي قدّمها فقط، بل في حضوره الإنساني والفني الذي تركه خلفه. لم يكن نجمًا عاديًا، بل كان وجهًا مألوفًا للعائلة المصرية، وصوتًا مألوفًا في الضحك والحزن معًا. اختصر مسيرته بجملة بسيطة قالها يومًا: أنا الممثل اللي كل الناس عارفينه، بس مش دايمًا حافظين اسمه... وده يكفيني.

 

وفي ذكرى ميلاده، لا يُستعاد اسمه إلا مقرونًا بالحب والتقدير، فهو الذي أضحكنا، أبكانا، وربّت أجيالًا من الفنانين على خشبة المسرح وكاميرا السينما... ومضى بهدوء، لكنه لم يغب.