المخرج المسرحي أسامة شفيق: «الطريق».. دراما إنسانية حول لقاء السيد البدوي و«بيبرس» في مواجهة الفتن (حوار)
المخرج المسرحي أسامة شفيق.. مخرج يؤمن بأن المسرح فعل حياة لا يُختزل في الخشبة وحدها، بل يتنفس من الناس وإليهم. بين رؤى فكرية عميقة، وحس بصري مرهف، يواصل مسيرته في إعادة إحياء التراث والتاريخ، عبر عروض تمسّ الوجدان وتستنهض الذاكرة، في عرضه الجديد "الطريق"، يفتح حوارًا بين الولي والسلطان، بين الروح والحكم، وبين الماضي والحاضر.
وقدم أسامة شفيق العرض المسرحي «الطريق» (الولي والسلطان) من إنتاج الفرقة القومية بالغربية، خشبة مسرح السامر مساء أمس الأربعاء، في افتتاح فعاليات المهرجان الذي تنظمه الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
والتقينا به لنتعرف عن ملامح وسمات تجربته الجديده في المسرح المصري من خلال عرض «الطريق» (الولي والسلطان والذي ألفه دكتور طارق عمار.
ما الذي يقدمه عرض«الطريق»للجمهور؟
يتناول النص المسرحي لعرض «الطريق» (الولي والسلطان)، واقعة تاريخية حدثت في عهد الظاهر بيبرس أسفرت عن لقاء تم بينه وبين العارف بالله «أحمد البدوي»، وتدور أحداث العرض في سياق تاريخي بمدينة طنطا، خلال السنوات الأولى من حكم السلطان الظاهر بيبرس، المؤسس الفعلي لدولة المماليك.
كيف ترصد الأحداث المشهد السياسي والاجتماعي في تلك الحقبة؟
ويرصد العرض المسرحي ملامح الحياة السياسية والاجتماعية في مصر آنذاك، مسلطًا الضوء على التحديات التي واجهت السلطان بيبرس والعارف بالله السيد أحمد البدوي، والعلاقة الخاصة التي نشأت بينهما.
وتتصاعد الأحداث حين تصل إلى السلطان أنباء عن تحركات سرية لدعاة الباطنية النزارية، تهدف إلى إحياء الخلافة الفاطمية والانقلاب على الحكم القائم، ما يدفعه إلى فتح تحقيقات موسعة، واتخاذ خطوات إصلاحية شاملة لتعزيز دعائم الدولة.
هل قدّم العرض رؤية جديدة لشخصية السيد أحمد البدوي؟
ويقدّم العرض رؤية غير تقليدية لشخصية السيد أحمد البدوي، من الزوايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي نادرًا ما تناولتها النصوص السابقة، فيظهر السيد البدوي قريبًا من الناس، حريصًا على تفقد أحوالهم ونصرتهم، ومساهمًا في كشف وإحباط مؤامرة دبّرها الكوراني للإيقاع به وبعدد من المتصوفة، متهمًا إياهم زورًا بالتورط في مخطط يهدد حكم السلطان بيبرس، وإزاء تلك الادعاءات، يبدأ بيبرس بالتحقيق في الأمر، ليكتشف براءة السيد البدوي، ويعيد له اعتباره.
ويُختتم العرض بوفاة السلطان الظاهر بيبرس بعد أن نجح في ترسيخ دعائم دولة متحضرة، صانت كرامة شعبها، وأنصفت المظلومين.
لماذا اخترت هذا النص لتقديمه عبر الفرقة القومية بالغربية؟
وتصديت لهذا النص تحديدًا لعدة أسباب، أولها أن النص يطرح جانبًا مهمًا من جوانب شخصية العارف بالله السيد «أحمد البدوي» وهو الجانب الاجتماعي والإنساني والسياسي من شخصيته والتي لم تتطرق لها النصوص التي تناولت هذه الشخصية من قبل، وكذلك طبيعة العلاقة بينه وبين السلطان الظاهر بيبرس وهو المؤسس الفعلي لدولة «المماليك» في مصر يتماس مع مدينة طنطا بشكل مباشر حيث أن أغلب الأحداث تتم فيها، وهو ما يضمن للعرض جماهيرية مميزة حيث أنه يمس وجدان الجمهور المقدم له.
يشارك العرض في المهرجان مثلًا إقليم غرب ووسط الدلتا بعد المنافسة مع 19 عرضًا مسرحيًا .. فكيف كانت المنافسة؟
حقيقة فالمنافسة في إقليم غرب ووسط الدلتا هذا العام تحديدًا كانت قوية و شديدة الصعوبة خاصة في وجود عروض مهمة وذات تأثير كبير إلى درجة أنني كنت مشفقًا على لجنة تحكيم المهرجان، لارتفاع مستوى جودة العروض التي قدمت بجميع محافظات الإقليم.
حدثنا عن سمات وملامح المسرح في إقليم غرب ووسط الدلتا؟
إقليم وسط وغرب الدلتا من أكثر أقاليم مصر ثراءً في الجانب المسرحي، لوجود عدد كبير من المخرجين والكتاب والممثلين من ذوي المهارات العالية والقدرات الفنية المميزة، وأظن أن ما ينقص هذا الإقليم هو إنشاء المزيد من دور العرض المسرحي حتى تتكامل منظومة إنتاج عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى جانب ضرورة الاهتمام بسرعة تنسيق الجوانب المالية والإدارية، حتى تتمكن العروض من فتح أبوابها للجمهور في توقيتات مناسبة وجاذبة للجمهور.
حدثنا عن مشاركاتك السابقة في مهرجان فرق الأقاليم المسرحية
هذه ليست المشاركة الأولى لي في الختامي، فقد شاركت من قبل عدة مرات، وكان آخرها العام الماضي بعرض للفرقة القومية كفر الشيخ، وكم أتمنى هذا العام أن يلقى العرض الذي أقدمه الصدى الذي أحلم به، فطموحاتي المسرحية لا حدود لها، ولكن يأتي على رأسها أن أستطيع إرضاء أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، لذلك اخترت هذا النص نظرًا لتماسه مع حياة الناس في الموقع الجغرافي المنتج فيه العرض.
عرفنا بفريق العرض على الخشبة وخلف الستار؟
«الطريق» (الولي والسلطان) لفرقة قومية الغربية المسرحية.. تأليف الدكتور طارق عمار.
من تمثيل: محمد عبد العزيز، أحمد سالم، أحمد الحفناوي، أحمد راضي، محمد علاء، أحمد الشريف، ماجد صلاح، رامي الشريف، سمر مسعد، مارينا أمير، مصطفى فجل، محمد هشام، محمود القناوي، محمد السايس، نسرين نصر، والطفلة أيسل أحمد، حسن مدحت، أدهم صبري.
أشعار: الدكتور مسعود شومان، موسيقى: عبد الله رجال، كيروجراف: أحمد جمال، ديكور: محمد محسن، تنفيذ ديكور: أحمد البحاري، فيديو مابينج: إبراهيم أبو بكر، إضاءة: مينا منصور، مخرج منفذ: حسن خليل.
فني إضاءة: تامر السعودي، ملابس: حسام عبد الحميد، سينوغرافيا: محمد محسن، ماكياج: نسرين نصر، تنفيذ موسيقي: هاني رمضان، مساعدو الإخراج: مروة فريد، حنان حسن، سامح بدوي، ومنار السيد.
استعراضات: ريتاج أحمد، بدر سعيد، رحيم ماهر، نجلاء ممدوح، ياسين أمجد، فرحة حمدي، إيمان إبراهيم، عمر عابد، محمد صبري، محمد جمعة، سامح محمد، وأشرف السيد.
وحظي أمس بمشاهدة العديد من المسرحيين في ليلة افتتاح المهرجان، وشهد العرض حضور لجنة التحكيم المكونة من: مهندس الديكور حازم شبل، الناقد المسرحي د. محمد سمير الخطيب، الموسيقار د. طارق مهران، د. سيد خاطر، المخرج أحمد البنهاوي، ومقرر لجنة التحكيم ومدير المهرجان الكاتب سامح عثمان، وإيمان حمدي مدير عام الإدارة العامة للمهرجانات، والفنان حمدي الوزير، والمهندس محمد جابر مدير مسرح السامر.
المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية
المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية الـ47 يقام من خلال الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، ويشارك به 26 عرضًا مسرحيًا تُقدَّم مجانًا للجمهور، على مسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، تم اختيارهم من بين 84 عرضا هي إنتاج فرق الأقاليم بالموسم الحالي من الأقاليم الست الثقاقية، ويصدر عن المهرجان نشرة يومية برئاسة تحرير الشاعر والناقد يسري حسان.
ويشارك في تنظيم وتوثيق الدورة: الناقدة رانيا الشربيني مدير إدارة التوثيق والنشر والمركز الإعلامي، والأستاذة رشا عبد الستار مدير العلاقات العامة والإعلام، والأستاذة دعاء حسن مدير المكتب الفني.
وتُقام الدورة بإشراف ومتابعة عدد من قيادات وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، من بينهم: اللواء خالد اللبان، مساعد الوزير لشئون رئاسة الهيئة، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، والفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والأستاذة سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، والكاتب سامح عثمان مدير المهرجان ومقرر لجنة التحكيم، والكاتب شاذلي فرح وكيل الإدارة، والمهندس أحمد عبد الرحمن نور مدير الديكور والتجهيزات، ويقام المهرجان تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.




