قال محمد الليثي الباحث في الشأن الإسرائيلي، إنّ الحرب الجارية حاليًا كشفت عن تصدّعات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصةً فيما يتعلق بثقة الإسرائيليين في الحكومة، موضحًا، أنّ منصات التواصل الاجتماعي داخل دولة الاحتلال تشهد موجة متزايدة من الانتقادات الحادة لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تُعتبر من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، وأن الإسرائيليين يرون أن نتنياهو يقود البلاد من أزمة إلى أخرى، ومن كارثة إلى ما هو أسوأ.
وأضاف الليثي، في تصريحات مع الإعلامية دعاء جاد الحق، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ بداية الأزمة كانت منذ تولي الحكومة الحالية زمام السلطة، عندما أثارت التعديلات القضائية احتجاجات واسعة، تلتها أحداث 7 أكتوبر، ثم العدوان المستمر على قطاع غزة، والتوترات مع حزب الله في لبنان، والاشتباكات المتكررة على الجبهة السورية، وصولًا إلى التصعيد الكبير مع إيران، الذي يُعدّ من أكثر الحروب كلفةً في تاريخ إسرائيل.
وتابع، أنّ الهجمات الإيرانية كشفت بشكل صارخ عن خلل في أداء منظومة القبة الحديدية، التي طالما قدّمتها القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية كخط دفاع محكم ضد الهجمات الصاروخية، موضحًا، أن هذه المنظومة، والتي تعتمد على عدة طبقات من الدفاع الجوي (صواريخ قصيرة، ومتوسطة، وبعيدة المدى)، إضافة إلى منظومات "ثاد" الأميركية التي يديرها الجيش الأميركي، فشلت جميعًا في صد الهجوم الإيراني الأخير، ما أحدث صدمة لدى الشارع الإسرائيلي.
وذكر، أنّ هذا الإخفاق الفني والعسكري ترك أثرًا نفسيًا بالغًا على المجتمع الإسرائيلي، خاصة وأنّ هناك حالة من الاطمئنان كانت سائدة بين السكان بأنهم في مأمن بفضل تلك المنظومات المتقدمة، وتلاشى هذا الاطمئنان فجأة تحت وابل من الصواريخ الإيرانية، ما أدى إلى اضطراب أمني ونفسي واسع النطاق.
وأشار الليثي إلى أن الشارع الإسرائيلي شهد مشاهد لم يعتد عليها من قبل، أبرزها تحليق مئات الطائرات المسيّرة الإيرانية بشكل واضح في سماء تل أبيب، موضحًا، أن هذه الهجمات لم تقتصر على صواريخ فقط، بل شملت نوعيات ثقيلة وأكثر تطورًا، من ضمنها صواريخ باليستية، تختلف كثيرًا عن تلك التي اعتادت إسرائيل صدها من قبل، سواء من غزة أو من الجنوب اللبناني.
وذكر، أن الهجمات الإيرانية الأخيرة وصلت ذروتها بصاروخ يشبه القنابل العنقودية، أطلق صباح اليوم، وتسبب في أضرار واسعة النطاق، وخلق حالة من الرعب الجماعي بين الإسرائيليين، الذين باتوا يشعرون بعدم الأمان واختراق خطير للمنظومة الأمنية الإسرائيلية بأكملها.