رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإعلامية مها عادل حسنى: «ويك إند».. دليل الأسرة لإجازة ممتعة بأقل التكاليف

21-6-2025 | 13:30


هبة رجاء
حين تصبح الإجازة بوابة لاكتشاف الذات والعالم من جديد، تبرز أهمية من يُحسن رسم تلك الخريطة الممتعة للمتلقي، لتقوده في رحلة بصرية ووجدانية من خلال الشاشة الصغيرة. مع نهاية أسبوع مرهق، أو بعد عام دراسي طويل، نفتش جميعاً عن لحظات راحة واستجمام، عن مكان نلوذ فيه بعيداً عن ضغوط الحياة، عن فسحة صغيرة نسترد بها شغفنا، ونتنفس فيها بعمق، وهنا تأتي البرامج التي لا تكتفي فقط بنقل الصورة، بل تحمل معها روح المغامرة والتجدد، من بين تلك البرامج يبرز «ويك إند» و«كل الدنيا»، حيث لا يكتفيان باستعراض أماكن السفر داخل مصر وخارجها، بل يقدمان تجارب حية ونصائح عملية لإجازة مميزة بتكلفة معقولة. خلف هذين البرنامجين، تقف إعلامية استثنائية، تجيد المزج بين المعلومة والطاقة الإيجابية، وتحسن توظيف الكلمة والصورة لبثّ الأمل في نفوس مشاهديها. مها عادل حسني، بصوتها الهادئ وحضورها العفوي، تأخذك في جولات لا تنسى، تصحبك فيها إلى عوالم قد حلمت بزيارتها، وتعيد إليك متعة الجلوس مع من تحب، وتذوق الحديث من القلب. في هذا الحوار، نقترب من مها الإنسانة والإعلامية، نبحر معها في كواليس التجربة، ونتعرّف على فلسفتها في تقديم المحتوى، وكيف نجحت في أن تجعل من الشاشة نافذة للأمل واستغلال الوقت بشكل صحيح. بدايتنا مع برنامج «ويك إند».. حدثينا عنه والهدف من ورائه؟ برنامج «ويك إند»، يُبث مساء كل خميس، كمبادرة إعلامية تسعى إلى نشر ثقافة «الويك إند» بوصفه وقتاً للراحة والتواصل والتأمل في ما جرى طوال الأسبوع، لا يقتصر البرنامج على الترفيه، بل يقدم محتوى اجتماعياً متنوعاً بأسلوب «توك شو» يتناول قضايا الأسرة من زوايا متعددة، ويعيد تعريف الإجازة باعتبارها فرصة حقيقية لإعادة لمّ الشمل الأسرة، وينقسم البرنامج إلى قسمين رئيسيين: الأول يخصص لمتابعة وتحليل أهم الأحداث التي تهم الأسرة داخل مصر وخارجها، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، في إطار اهتمام القناة بأسرة الجاليات المصرية حول العالم، وليس فقط الداخل المحلي، كما يلقي الضوء على التريندات الإيجابية، والشخصيات المؤثرة، والاكتشافات المفيدة، ويبرز النماذج التي نالت تكريماً وتستحق أن تروى قصتها. أما القسم الثاني فهو «صالون ويك إند»، وهو مساحة حوارية تسلّط الضوء على شخصية ملهمة نجحت في تجاوز التحديات، لتكون نموذجاً يحتذى به، وقصةً تلهم وتحفّز، كما يستضيف هذا الجزء أحد المتخصصين أو الخبراء في مجال من مجالات الحياة (تربوية، طبية، علمية، ثقافية...) لمناقشة قضية آنية تمسّ المجتمع وتشغل الأسر خلال الأسبوع، بهدف خلق موضوع للنقاش داخل البيت المصري، يعيد للأسرة دورها كخلية تفكير وتشارك وجداني. وما المميز في برنامج «ويك إند»؟ من أبرز ملامح البرنامج هي مرونته وتفاعله مع تغير المواسم، حيث لا يأتي المحتوى ثابتاً، بل يعاد تشكيله وفقاً لما يناسب احتياجات الأسرة في كل فصل من فصول السنة، ففي الشتاء، يسلّط الضوء على أماكن التنزّه الشتوية، والأنشطة التي تمنح المشاهد تجربة مختلفة تتماشى مع الطقس العام، أما في الصيف، فترتفع وتيرة المغامرة نحو الشواطئ والمصايف، من الساحل الشمالي والعلمين، إلى الغردقة ومرسى علم ودهب وسيناء، مع تقديم دليل متكامل لأهم الوجهات السياحية والترفيهية سواء الأثرية أو الطبيعية، بما يناسب مختلف الأذواق والميزانيات. لكن البرنامج لا يكتفي برصد الأماكن والفعاليات فقط، بل يحمل في جوهره رسالة أعمق، هى أنه يمكن للأسرة المصرية أن تستمتع وتحتفل بالحياة بأبسط الإمكانيات، من هنا، يشجع «ويك إند» على ثقافة «الاستمتاع بالكيف وليس الكم»، ويقدّم نماذج حية لأوقات أسرية ثمينة يمكن صناعتها من لا شيء: جلسة عائلية لمشاهدة فيلم، مناقشة كتاب، إعداد وجبة منزلية، أو لعبة جماعية تعيد التفاعل بين أفراد الأسرة. البرنامج أيضاً يتبنّى توجهاً اجتماعياً وثقافياً، حيث يناقش أسبوعياً قضايا مجتمعية معاصرة وأفكاراً تمسّ صميم الواقع، في محاولة لإعادة ضبط بعض المفاهيم المغلوطة، والتفاعل مع العادات والتقاليد من منظور جديد، أكثر انفتاحاً ووعياً، ويتم ذلك من خلال استضافة شخصيات ذات مصداقية وتأثير مجتمعي، شخصيات محبوبة لها حضور وثقة لدى الجمهور «ويك إند» إذاً ليس مجرد برنامج ترفيهي، بل هو منصة وعي وتواصل، تعيد للأسرة المصرية لحظاتها الحقيقية. وماذا عن البرنامج في هذا الموسم؟ مع بداية فصل الصيف، ذلك الفصل الذي طالما ارتبط في أذهاننا بالإجازات والبحر والانطلاق، يعود برنامج «ويك إند» بموسم جديد يحمل معه روح الصيف ونكهة الانفتاح على الهواء الطلق، ليمدّ مشاهديه بجرعة من الحيوية، ويقدّم محتوى يتناغم مع طبيعة الفصل واحتياجات الأسرة في هذا التوقيت من العام. هذا الموسم لا يقتصر فقط على عرض الوجهات السياحية أو تقديم النصائح للاستمتاع بالإجازات، بل يحدث نقلة نوعية في شكل وروح البرنامج، من خلال فكرة مبتكرة تتمثل في نقل أجواء الشواطئ إلى داخل الاستوديو، فكما يستمتع المصطافون بنسيم البحر وهوائه المتجدد، حرص فريق البرنامج على أن يشعر المشاهد بنفس الطاقة، حتى لو كان في منزله، عبر تنويع مواقع التصوير، وإدخال عناصر بصرية وصوتية مستوحاة من الطبيعة البحرية، تضفي على الحلقات نكهة صيفية خفيفة الظل ومنعشة. وماذا عن برنامج «كل الدنيا»؟ يأتى برنامج «كل الدنيا»، صباحاً ليضيء يوم المشاهد بطاقة إيجابية، تحمل في طياتها الجمال، الفن، والبهجة. فهو ليس برنامجاً لمجرد عرض مشاهد من بلدان مختلفة، بل هو رحلة صباحية خفيفة تحاكي جمال العالم بألوانه وثقافاته، تنقل المشاهد في دقائق من القاهرة إلى روما، ومن النوبة إلى باريس، ومن الشواطئ الكاريبية إلى أسواق آسيا. تحت شعار: «كل الدنيا من مصر أم الدنيا»، ينطلق البرنامج بجولة تبدأ دوماً من قلب مصر، حيث الفقرة الافتتاحية تعرض مباشرة من داخل البلاد، في تأكيد مستمر على أن مصر هي مركز الحكاية ومهد الحضارة. ثم تأخذنا فقرات البرنامج في رحلة بصرية وثقافية متنوعة: أغنيات عالمية، لقطات مرحة، عروض فنية، وعادات وتقاليد جديدة ومبهرة من مختلف أنحاء المعمورة، ولكن دوماً بروح مصرية تحتفي بالإنسان وتضيء صباحه. برنامج «كل الدنيا» لا يهدف فقط إلى الترفيه، بل يسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين الفرد والعالم، بين الأسرة والمجتمع، بين المشاهد وشاشة التليفزيون، لتصبح اللحظة التلفزيونية بداية ليوم مختلف.. أكثر انفتاحاً، وأكثر تفاؤلاً، وأكثر قرباً من من نحب. أخيراً نصيحة منكِ للأسرة المصرية مع دخول الإجازة الصيفية؟ على الأسرة استغلال الإجازة في العودة إلى الدفء الإنساني، إلى العائلة، إلى المجالس التي كان يجمعها المساء ولا يفرقها إلا الضحك والسمر. الإجازة ليست فقط راحة من العمل أو الدراسة، بل فرصة ثمينة – وربما نادرة – لإعادة وصل ما انقطع بين الآباء والأبناء، بين الأشقاء، وبين الأهل والأحباب، إنها وقت ملائم للحديث الصادق، لمشاركة الحكايات، لإعادة اكتشاف أبنائنا، وربما حتى أنفسنا. هي لحظة نادرة يمكن أن نعيد فيها الحياة للعادات والقيم التي غابت في زحام الروتين اليومي، لحظة يمكن أن نزرع فيها البذور الطيبة من جديد: كلمة حانية، جلسة مطوّلة، أو حتى نزهة بسيطة تحمل في طياتها أكثر مما تمنحه ساعات.