"فناء عدد كبير من البشر".. ماذا سيحدث حال تدمير منشآت طهران النووية؟
لأكثر من أسبوع، تواصل إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية بشكل علني، في تصعيد يثير المخاوف من كارثة بيئية وصحية محتملة، حيث إن هذا التصرف، الذي يتجاهل تداعيات خطيرة قد تتجاوز الحدود الإيرانية، يهدد بإشعال أزمة إقليمية تتجاوز أبعاد الصراع العسكري، لتمس الأمن البيئي والصحي لدول المنطقة.
تداعيات كارثية
ومن جانبه، حذر الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، من خطورة تدمير المنشآت النووية في طهران، مؤكدًا أن العواقب ستكون شديدة التأثير، خاصة على دول الجوار، التي ستكون الأكثر تضررًا.
وأوضح سمعان، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن السحابة النووية الناتجة عن أي انفجار تتحرك وفقًا لاتجاهات الرياح ودرجات الحرارة، ما يعني أن التأثير لن يقتصر على إيران وحدها، بل سيمتد لعدة كيلومترات، ليشمل دولًا عدة في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا السيناريو يذكر بما حدث عقب انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، حين تأثرت كافة الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي.
وأكد أن الإشعاعات النووية الناتجة عن الانفجارات من هذا النوع تؤدي إلى أمراض شديدة الخطورة، من بينها أنواع محددة من السرطانات وأمراض الجهاز التنفسي، والتي قد تكون في كثير من الحالات مميتة، خاصةً عند التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع أو لفترات طويلة دون حماية.
وشدد خبير البيئة والمناخ على أن الإقدام على استهداف منشأة نووية هو أمر شديد الخطورة، حيث إن انفجار جزء فقط من المفاعل النووي يُحدث دمارًا هائلًا على مستوى المنطقة.
ويوضح أن تأثير ذلك لا يكون على الإنسان فحسب، بل يشمل البيئة بأكملها، بما فيها من حيوان ونبات وتنوع بيولوجي، كما أن المواد الغذائية تصبح "مشععة"، وهو أمر يزيد من خطورة الوضع في حال تصدير هذه المواد إلى دولة أخرى.
هل ستتأثر مصر؟
وفيما يتعلق بتأثر مصر بهذا الخطر الإشعاعي، أكد الدكتور سمعان أنها تقع على مسافة بعيدة من هذا الخطر، غير أن الأمر سيختلف إذا وقع حادث في إسرائيل، في إشارة منه إلى احتمال إقدام طهران على تدمير المنشآت النووية الإسرائيلية، كرد على العدوان الذي تعرضت له.
كيف نتجنب هذه الأزمة؟
في إجابته على هذا السؤال، شدد سمعان على أن الحروب لا تحل الأزمات أبدًا، بل إن السلام والتفاوض هما السبيل الأمثل لذلك، إلى جانب تحقيق العدالة.
وأبدى استغرابه من موقف إسرائيل التي تهاجم المنشآت النووية الإيرانية بذريعة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، في حين أنها تمتلك ترسانة نووية بالفعل.
وأكد أن مهاجمة المنشآت النووية أمر بالغ الخطورة، إذ قد يؤدي إلى فناء عدد كبير من البشر، كما أن آثار هذا الخطر ستظل قائمة لسنوات طويلة.
واعتبر أن حل الأزمات عن طريق التفاوض -مهما طال- هو الخيار الأفضل، مقارنة بأي حل آخر، خاصة الحروب التي لا تجلب سوى المزيد من الأزمات والمعاناة.