بقلـم: د. نجلاء فراج
لم تقف تأثيرات التوترات والاضطرابات فى المنطقة على الجانبين الأمنى والسياسى فقط، وإنما وصلت إلى الجوانب الاقتصادية المحلية والعالمية. فقد تسببت الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران فى جعل بورصات العالم تنزف خسائر، وتتحول إلى اللون الأحمر.
فقد تعرضت الأسواق العالمية لخسائر كبيرة فى الأسهم والمؤشرات المختلفة، فبعد الضربة الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية والتى أججت التوتر فى الشرق الأوسط الغنى بالنفط وأثرت على شهية المخاطرة فى الأسواق العالمية، مما تسبب فى ظهور حالة من الحذر هيمنت على الأسواق العالمية عقب الهجمات المتبادلة، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو البيع حتى تظهر أى علامة إيجابية فى الأحداث.
فالبورصة المصرية فى أول جلسة لها بعد بداية هذه الأحداث تحولت بالكامل إلى اللون الأحمر، ففى بداية الجلسة انخفض EGx30 وهو المؤشر الرئيسى بنحو 2500 نقطة تقريبا ليحقق انخفاضا بنسبة 7.5 فى المائة، إلا أنها حاولت تقليص هذه الخسائر لتغلق عند مستوى 31016 بانخفاض 4.6 فى المائة، وخسر رأس المال السوقى 94 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 2.202 تريليون جنيه.
وهذا الانخفاض ظهر أيضا واضحا فى بقية بورصات الشرق الأوسط، حيث انخفض المؤشر الرئيسى للبورصة السعودية بنسبة 2.5 فى المائة، والبورصة الكويتية التى انخفضت 5 فى المائة، وبورصة قطر التى حققت خسائر وانخفاضات بنسبة 3 فى المائة.
والبورصات العالمية لم تكن فى منأى عن هذه الأحداث الدامية وتأثرت بشكل واضح منذ بداية هذه الأحداث، فقد افتتحت المؤشرات الرئيسية فى «وول ستريت» على انخفاض وواصلت خسائرها حيث أغلقت على انخفاض حاد، عقب إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل رداً على الضربات الموجهة إليها.
وقفزت أسهم شركات الطاقة الأمريكية على إثر ارتفاع أسعار النفط بنسبة قاربت 7 فى المائة.
أما عن مؤشرات البورصات والأسواق الأوروبية فقد أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبى منخفضاً بنحو 0.98 فى المائة، كما أغلقت جميع البورصات الرئيسية فى المنطقة السلبية، وفى ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية ظهر جليا المستفيد الأكبر من هذه الاضطرابات وهما الذهب والنفط، فشهد الذهب ارتفاعا خلال الجلسات السابقة ليقترب من أعلى مستوى تاريخى سجله فى أبريل الماضى عند 3500 دولار للأونصة، وذلك بعد تزايد الطلب على الملاذ الآمن بشكل كبير فى الأسواق بسبب التوترات الجيوسياسية.
ومن جهة أخرى ارتفعت أسعار النفط الخام العالمى إلى أعلى مستوى منذ 6 أشهر وسط مخاوف من تأثر إمدادات النفط بسبب التوترات الجيوسياسية الحالية، خاصة أن إيران قد هددت فى السابق بإغلاق مضيق هرمز المسؤول عن عبور نحو 20 فى المائة من إمدادات النفط العالمى. ونصيحتنا للمستثمرين فى هذه الأحداث هى عدم الاعتماد على المارجن فى التعاملات، فيفضل التعامل بالملاءة الأصلية للمحافظ واللجوء إلى المارجن عند بدء ارتداد السوق لأعلى، كما ننصح بالتركيز على الشركات ذات تحليل مالى جيد للحفاظ على قيمة الأسهم، أما بالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون الابتعاد عن مخاطر البورصة فى الوقت الحالى فننصحهم بتحويل جزء من محافظهم إلى الذهب كتحوط ضد التضخم.
وأخيرا نؤكد أن هذه الأوقات هى فرصة لمحبى المخاطر لاقتناص وشراء الأسهم بأسعار منخفضة والاحتفاظ بها لحين حدوث ارتدادة فى السوق لتحقيق مكاسب أعلى.
