رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى وفاته.. رشدي المهدي "الشيخ عتمان" الذي سكن قلوب الجمهور دون ضجيج

22-6-2025 | 04:09


رشدي المهدي

ندي محمد

اسمه لم يكن دائمًا في صدارة التترات، فإن حضوره المميز وأداءه الصادق جعله من الوجوه التي لا تُنسى في تاريخ الفن المصري. تحل اليوم، السبت 22 يونيو، الذكرى الـ22 لوفاة الفنان القدير رشدي المهدي، الذي ارتبطت صورته في أذهان الكثيرين بدور "الشيخ عتمان" في فيلم "شمس الزناتي"، بينما امتدت مسيرته الفنية لتشمل عشرات الأدوار المؤثرة التي جسدها ببراعة على مدار عقود.

 

البداية من الشرقية.. وشغف مبكر بالفن

 

وُلد رشدي المهدي في 21 أبريل عام 1928 بمدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية، حيث نشأ وسط أسرة بسيطة وواصل تعليمه حتى حصل على شهادة الثانوية العامة. ورغم أن والده كان يأمل أن يراه في إحدى كليات القمة، وخصوصًا كلية الهندسة بجامعة عين شمس، فإن ميوله كانت فنية منذ البداية، إذ كان يطمح إلى أن يصبح ممثلًا معروفًا، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار جريء بالاتجاه إلى المسرح.

 

بدأ مشواره الفني من بوابة المسرح، عندما التحق بفرقة إسماعيل ياسين عام 1953، ثم انضم إلى فرقة رمسيس عام 1957، كما تنقّل بين مسرح الجيب والمسرح القومي، ليصقل موهبته ويكسب خبرة كبيرة مهدت له الطريق نحو السينما والتلفزيون.

200 عمل فني.. وأدوار صغيرة ذات أثر كبير

 

لم يكن رشدي المهدي نجم الشباك أو البطل الأول، لكنه كان الممثل الذي تتذكره جيدًا بعد انتهاء كل عمل. شارك في ما يقرب من 200 عمل فني تنوّعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وتميز بقدرته على تقمص الشخصيات ببساطة وصدق شديد، فاستطاع أن يترك بصمته حتى في أكثر الأدوار صغرًا.

 

في التلفزيون، لمع اسمه في أعمال مثل "ليالي الحلمية"، "رأفت الهجان"، "دموع صاحبة الجلالة"، "بوابة الحلواني"، "أهل القمة"، "ساعة ولد الهدى"، و"السندباد". بينما قدّم للسينما أفلامًا مهمة مثل "المواطن مصري"، "الراقصة والسياسي"، "الوسية"، "دليل المرأة الذكية"، و"شمس الزناتي".

 

أما في المسرح، فقد تنقل بين عوالم متعددة من خلال مسرحيات مثل "رجل في القلعة"، "غادة الكاميليا"، "يا الدفع يا الحبس"، "بنت الهوى"، و"دنيا البيانولا"، مقدمًا أداءً يوازن بين الجدية وخفة الظل.

ثلاث محطات مع عادل إمام

 

رغم تعدد أعماله، إلا أن كثيرين يربطونه بثلاثة أدوار مميزة إلى جانب الزعيم عادل إمام، حيث كان اللقاء الأول في مسلسل "دموع في عيون وقحة" عام 1980، حيث ظهرا معًا في عمل مأخوذ عن ملف حقيقي من ملفات المخابرات العامة المصرية، جسد فيه عادل إمام شخصية جمعة الشوان.

 

أما التعاون الثاني، والذ كان الأشهر، حين أدى شخصية "الشيخ عتمان" في فيلم "شمس الزناتي" عام 1991، حيث لعب دور الرجل الطيب الذي يلجأ إلى البطل لإنقاذ قريته من بطش العصابات، وتميز هذا الدور بتعبيراته الإنسانية البسيطة التي دخلت القلوب دون استئذان.

 

والمرة الثالثة كانت في فيلم "هاللو أمريكا" عام 2000، حيث ظهر في دور محامٍ يحاول مساعدة عادل إمام في قضيته للحصول على تعويض، في كوميديا نقدية تدور في أجواء الاغتراب والثقافة الغربية.

ابنته الموهوبة.. وغياب مفاجئ

 

ما لا يعرفه كثيرون هو أن الفنان رشدي المهدي كان لديه ابنة تُدعى أمنية، ظهرت لفترة في الساحة الفنية وقدمت عددًا من الأدوار الصغيرة، من أبرزها مشاركتها في مسلسل "هوانم جاردن سيتي"، ولكنها اختفت عن الأنظار فجأة بعد عام 2000، دون أن تعلن اعتزالها رسميًا أو تظهر مجددًا في أي عمل فني.

رحيله وتركته الفنية

 

في 22 يونيو من عام 2002، أسدل الستار على حياة رشدي المهدي بعد صراع مع المرض، ليرحل عن عمر ناهز 74 عامًا، ويترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا ومشوارًا طويلًا من العطاء، جسده غاب عن الجمهور، لكن ملامحه ما زالت حاضرة في كل مشهد، وكل دور أبدع في تقديمه.