جان أنويه.. أحد أبرز أعمدة المسرح الفرنسي في القرن العشرين
تصادف اليوم ذكرى ميلاده الكاتب المسرحي الفرنسي جان أنويه، أحد أبرز أعمدة المسرح الفرنسي في القرن العشرين، وصاحب رؤية درامية مزجت بين المثالية والواقعية، وبين التراجيديا والفانتازيا.
وُلد جان ماري لوسيان بيير أنويه 23 يونيو 1910، في مدينة بوردو الفرنسية، ونشأ في كنف أسرة متواضعة؛ كان والده خياطًا ووالدته عازفة كمان.
منذ صغره، انجذب إلى عالم المسرح، وبدأ كتابة المسرحيات في سن الثانية عشرة، التحق بكلية الحقوق في باريس، لكنه سرعان ما تركها ليعمل في مجال الإعلانات، ثم اتجه إلى الكتابة المسرحية بشكل احترافي.
اشتهر أنويه بمسرحيته "أنتيجون" (1944)، التي أعاد فيها صياغة الأسطورة الإغريقية لتصبح رمزًا للمقاومة ضد القمع، في ظل الاحتلال النازي لفرنسا، وقد اعتُبرت المسرحية آنذاك نقدًا مبطنًا لحكومة فيشي المتعاونة مع الاحتلال.
كتب أنويه أكثر من ثلاثين مسرحية، صنّفها بنفسه إلى مجموعات مثل:
- السوداء: تراجيديات واقعية (مثل المسافر بلا متاع)
- الوردية: مسرحيات حالمة وفانتازية
- الساخرة: تجمع بين الكوميديا والمرارة
- التاريخية: مثل بيكيت أو شرف الله (1959)
تدور معظم أعماله حول صراع الإنسان بين النزاهة والتنازل، وبين الطهر والفساد، في عالم لا يرحم.
تزوج أنويه من الممثلة مونيل فالنتان، التي شاركت في العديد من أعماله، ثم من نيكول لانصون، عانى من أزمات عائلية وشكوك حول نسبه، ما انعكس في كتاباته التي كثيرًا ما تناولت الهوية والذنب والبراءة.
نال أنويه جائزة سينو ديل دوكا العالمية عام 1970، وتُرجمت أعماله إلى لغات عدة، ولا تزال تُعرض على المسارح العالمية، توفي في 3 أكتوبر 1987 في لوزان، سويسرا.