تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.

هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيًا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع شريف.

شارع شريف 

يبدأ من باب اللوق ويتقاطع مع شارع صبري أبو علم ثم شارع رشدي "الساحة" ثم قصر النيل، ثم شارع ثروت وأخيرا شارع عدلي قبل أن يصل إلى نهايته عند شارع فؤاد، وكان اسم شارع شريف قبل ذلك هو شارع المدابغ قبل نقلها إلى باب اللوق، ثم إلى شمال الفسطاط .  

وسمي شارع شريف باسم شريف باشا والملقب أبو الدستور في مصر، وهو ابن محمد شريف أفندى الشركسي الأصل الذي كان قاضيا لقضاة مصر

ولد شريف باشا بالقاهرة في نوفمبر 1826، وتلقى تعليمه الأول في مصر، ثم سافر للالتحاق بالمدرسة العسكرية في فرنسا، ثم التحق بعد تخرجه بالخدمة في الجيش الفرنسي، وعندما عاد إلى مصر عمل ياورا لرئيس أركان حرب الجيش المصري الكولونيل سيف الضابط الفرنسي الذي كان من ضباط نابليون ثم عمل مع محمد على باشا وأسند إليه إنشاء جيش مصر على أسس حديثة ومتطورة، ثم أسلم وأصبح اسمه سليمان باشا الفرنساوي، وظل محمد شريف يترقى في سلك الجندية حتى وصل إلى رتبة « الفريق » في عهد سعيد باشا.