قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) وشركائه، اليوم الخميس، إن معظم العائلات في قطاع غزة تعيش على وجبة واحدة في اليوم، ويذهب ثلثهم أياما كاملة دون طعام نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر للمنطقة.
وجاء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أن الوجبات التي تتمكن العائلات من الحصول عليها فقيرة غذائيا– مرقات خفيفة، عدس أو أرز، قطعة واحدة من الخبز، أو أحيانا مجرد مزيج من الأعشاب وزيت الزيتون المعروف بالدقة.
ويتخطى البالغون الوجبات بشكل روتيني ليتركوا المزيد للأطفال وكبار السن والمرضى، ومع ذلك، يتم استقبال 112 طفلا يوميا في المتوسط منذ يناير بسبب سوء التغذية الحاد.
وبسبب النقص الشديد في الغذاء، يضطر أهالي غزة إلى المخاطرة بحياتهم يوميًا للوصول إلى كميات صغيرة من الطعام، ومنذ 27 مايو، قُتل 549 فلسطينيًا وأصيب 4066 أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وقال جوناثان ويتال رئيس مكتب وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "غالبية الضحايا قُتلوا بالرصاص أوالقصف أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأمريكية الإسرائيلية التي أقيمت عمدا في مناطق عسكرية".
ومنذ نهاية مايو، تقوم مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل بتوزيع المساعدات في غزة، متجاوزة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعترف بها.
وقالت الأمم المتحدة، إن الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة من مؤسسة غزة الإنسانية يواجهون تهديدات بإطلاق النار والقصف والتدافع.
وقال فلسطيني لبرنامج الأغذية العالمي: "لا نريد أن نكون هناك ولكن ما الخيار لدينا؟ أطفالنا يبكون من الجوع، لا ننام في الليل، نسير، ننتظر، ونأمل أن نعود".
ودفع النزاع والقصف المطولان جميع أنظمة الخدمات في غزة تقريبا إلى حافة الهاوية، ونتيجة لنقص الوقود، تعمل 40% فقط من مرافق مياه الشرب، وتواجه 93 % من الأسر انعدام الأمن المائي.
ويؤثر نقص الوقود أيضا سلبا على توفير الخدمات الطبية حيث تعتمد المعدات الطبية وتخزين الأدوية على الكهرباء.
ولأول مرة منذ استئناف دخول المساعدات المحدود في 19 مايو، قامت تسع شاحنات تحتوي على مواد طبية بتفريغ إمداداتها على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم، يوم /الأربعاء/.
ومنذ استئناف القصف الإسرائيلي على غزة في 18 مارس بعد وقف إطلاق نار دام 42 يوما، نزح أكثر من 684 ألف فلسطيني. وبالنسبة لغالبيتهم العظمى، هذه ليست المرة الأولى.
ومع اعتبار أكثر من 82 % من غزة كمنطقة عسكرية إسرائيلية أو تحت أمر إخلاء، هناك أماكن قليلة – ناهيك عن الأماكن الآمنة – يمكن للنازحين الجدد الذهاب إليها.
لقد أجبروا على اللجوء إلى مخيمات النزوح المكتظة، والملاجئ المؤقتة، والمباني المتضررة، وأحيانًا في الشوارع المفتوحة. لم تعد المدارس مبانٍ للتعلم بل ملاجئ.
ومنذ بداية العنف في غزة، واصلت الأونروا العمل بلا كلل لتزويد الفلسطينيين النازحين والجرحى بالعديد من أنواع الدعم.
وقال أحد العاملين في الأونروا في مدينة غزة: "على الرغم من كل هذا، تظل عيون وآمال مجتمعنا معلقة بنا، موظفو الأونروا ليسوا مجرد مقدمي خدمات. في عيون أهل غزة، نحن دعائم للصمود، شرايين الحياة للاستقرار، ورموز للأمل".
ولكن مع استمرار نقص الوقود وتدفق كميات صغيرة فقط من المساعدات الإنسانية – الغذاء، الدواء، مواد الإيواء – عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، أصبحت وظيفة عمال الأونروا وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني في غزة غير قابلة للاستمرار بشكل متزايد.