أنهت أسعار النفط تعاملات الأسبوع المنقضي على تراجع حاد، مسجلة أكبر خسائر أسبوعية منذ مارس 2023 بانخفاض تجاوز 13%، مع انحسار الحرب في الشرق الأوسط وضغوط من توقعات زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" اعتبارا من أغسطس المقبل.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 13.24% خلال الأسبوع الماضي، ليغلق عند 65.07 دولارا للبرميل، في حين هبط خام برنت بنسبة 14.20% لينهي الأسبوع عند 66.34 دولارا للبرميل.
وجاء هذا التراجع الحاد بعدما فقدت السوق تقريبا كامل علاوة المخاطر الجيوسياسية التي أضافتها الحرب القصيرة بين إسرائيل وإيران، إذ قفز برنت فوق 80 دولارا للبرميل في أعقاب الحرب، ثم هبط سريعا إلى 67 دولارا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقال جانيف شاه، المحلل في "ريستاد إنرجي": "السوق تجاهلت تقريبًا كل علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت قائمة قبل أسبوع، وعادت لتتحرك وفق العوامل الأساسية".
وفي تطور إضافي ضغط على الأسعار، كشف أربعة مندوبين في "أوبك+" عن أن المجموعة تعتزم رفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميا في أغسطس، عقب زيادة مماثلة في يوليو.
وقال فيل فلين، كبير محللي السوق في "برايس فيوتشرز جروب": "مع صدور تقرير أوبك عن الزيادة المتوقعة، انهارت الأسعار منتصف اليوم".
ورغم الضغوط القوية، تلقت الأسعار دعما مؤقتا من تقارير عن تراجع المخزونات، إذ أظهرت بيانات أمريكية أن مخزونات الخام والوقود انخفضت الأسبوع الماضي مع ارتفاع معدلات التكرير والطلب.
كما تراجعت مخزونات زيت الغاز المحتفظ بها لدى أطراف مستقلة في مركز (أمستردام روتردامأنتويرب ARA) إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، وكذلك انخفضت مخزونات المنتجات المقطرة في سنغافورة وسط زيادة صافية في الصادرات.
وأظهرت بيانات من "بيكر هيوز" أن عدد حفارات النفط والغاز العاملة في الولايات المتحدة — وهو مؤشر مبكر على الإنتاج المستقبلي — تراجع للشهر الرابع على التوالي، ليسجل أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2021، حيث انخفض عدد حفارات النفط هذا الأسبوع بمقدار ست حفارات إلى 432 حفارة.
أما في الصين — أكبر مستورد للنفط في العالم — فقد قفزت وارداتها من الخام الإيراني في يونيو إلى مستويات قياسية، لتصل إلى أكثر من 1.8 مليون برميل يوميا خلال الفترة من 1 إلى 20 يونيو، وفقا لبيانات شركة تتبع الشحن "فورتيكسا"، مدعومة بتحسن الطلب من المصافي المستقلة.
ويترقب المستثمرون خلال الأسابيع المقبلة تطورات إنتاج "أوبك+" وبيانات المخزونات العالمية، مع استمرار المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي قد يؤثر في الطلب على الخام، في وقت يظل فيه السوق حساسا لأي مستجدات جيوسياسية قد تعيد علاوة المخاطر.