د. أشرف مؤنس,
« 30 يونيو 2013م »ثورةٌ شعبيةٌ مجيدة، وكانت حدثًا مهمًّا في تاريخ مصر المعاصر، وملحمةً خالدةً، عبَّرت عن إرادة الشعب المصري القوية في الحفاظ على الهوية الوطنية، وبرهنت بعزيمتها الصلبة على أن الشعوب، حينما تنتفض، لا يمكن أن يقف أمامها عائق. وقد غيّرت ثورة 30 يونيو مجرى أحداث التاريخ المصري المعاصر، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسارٍ جديد من مسارات العمل الوطني المصري الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية على كافة المستويات، مرتكزة على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات.
وقد حققت ثورة 30 يونيو إنجازات كثيرة خلال الإثني عشر عامًا منذ قيامها حتى وقتنا الحاضر، منها:
1. إعادة الاستقرار الأمني: شهدت مصر جهودًا كبيرة لاستعادة الاستقرار الأمني وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
2. تحقيق الاستقرار السياسي: بعد فترة من الاضطراب السياسي، ساعدت الثورة في إعادة الاستقرار إلى البلاد.
3. إصدار دستور جديد: تم إعداد دستور جديد في عام 2014، أُقرَّ في استفتاء شعبي، وكان له دور في تحديد ملامح النظام السياسي في مصر.
4. تحسين البنية التحتية: تم تنفيذ مشروعات كبيرة في مجالات مثل الطاقة، والنقل، والإسكان، مما ساهم في تحسين جودة الحياة.
5. دعم الاستثمار: تم اتخاذ خطوات لجذب الاستثمارات وتحسين مناخ الأعمال في مصر، مما ساعد في تعزيز النمو الاقتصادي، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ حيث شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الماضية، وقد وصلت إلى 34.2 مليار دولار في عام 2022/2023، مقارنة بـ 20 مليار دولار في عام 2014/2015. ويعود هذا الارتفاع إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في مصر.
هكذا شهد قطاع الأعمال المصري منذ ثورة 30 يونيو طفرةً هائلةً في مجال جذب الاستثمار واستغلال الأصول، وذلك بفضل الخطط الناجحة التي تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية، كما أن هذه الجهود أسفرت عن تحقيق العديد من المكتسبات المهمة، منها:
1. مشروعات تنموية كبيرة: تم إطلاق عدة مشروعات للبنية التحتية والتنمية بهدف تعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل، وتنمية المشروعات القومية الكبرى. وقد تم تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى في مختلف القطاعات، مثل مشروعات الطرق والكهرباء والنقل والطاقة، مما ساهم في تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة.
2. دعم حقوق الإنسان: على الرغم من التحديات، كانت هناك جهود لتحسين أوضاع حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية.
3. تعزيز الهوية الوطنية: هناك تركيزٌ أكبر على الهوية الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجه المجتمع.
هذه الإنجازات والمكتسبات تُعد شهادةً على نجاح خطط 30 يونيو لجذب الاستثمار واستغلال الأصول بقطاع الأعمال، والتي ساهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين. وبفضل هذه الإنجازات، أصبحت مصر وجهة استثمارية جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، ونتطلع إلى المزيد من التقدم والازدهار في السنوات القادمة.
هذه الإنجازات والمكتسبات أظهرت الجهود المبذولة لتحقيق التقدم في مختلف المجالات، وعلى الرغم من هذه الإنجازات، واجهت مصر تحدياتٍ متعددةً في الإثني عشر عامًا الأخيرة، منها:
تحديات داخلية وتحديات خارجية:
أولًا – التحديات الداخلية:
1. التحديات الاقتصادية: مثل التضخم وارتفاع معدلات البطالة، والحاجة إلى تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
2. التحديات الأمنية: مثل محاربة الإرهاب والتصدي للتهديدات الأمنية.
3. التحديات الاجتماعية: مثل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، والحاجة إلى تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية.
4. التغيرات المناخية: التي تؤثر على الزراعة والموارد الطبيعية في البلاد.
وتظل هذه التحديات جزءًا من الجهود المستمرة لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
ثانيًا – التحديات الخارجية في الإثني عشر عامًا الأخيرة، منها:
1. التوترات الإقليمية: مثل النزاعات في بعض الدول المجاورة، التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة.
2. قضايا المياه: مثل أزمة سد النهضة وتأثيرها على حصة مصر من المياه في نهر النيل.
3. التحديات الاقتصادية العالمية: مثل التقلبات في الاقتصاد العالمي وأسعار النفط، التي تؤثر على الاقتصاد المصري.
4. العلاقات الدولية: التعامل مع التغيرات في العلاقات الدولية والتحديات الناجمة عن السياسات الدولية.
لقد شكّلت ثورة 30 يونيو مرحلةً مهمةً في تاريخ مصر المعاصر، فقد أنقذت مصر من خطر تفكيك النسيج الوطني، وساهمت في تصحيح مسار الدولة المصرية، ودشّنت مرحلةً جديدةً من تاريخ مصر الحديث.
أنقذت ثورة 30 يونيو مصر من خطر تفكيك النسيج الوطني، وأسهمت في تصحيح مسار الدولة المصرية وشكلت مرحلة مهمة في تاريخ مصر المعاصر