تمر اليوم ذكرى وفاة نظيم شعراوي و برغم تنوع أدواره في السينما والمسرح، يبقى الفنان الراحل نظيم شعراوي عالقًا في أذهان الجمهور بدور القاضي في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، حيث شكّل ظهوره الجاد في مواجهة خفة ظل عادل إمام واحدًا من أبرز مشاهد المسرح العربي كان حضوره مميزًا، ممزوجًا بالوقار وخفة الظل المبطنة، ما جعله يحظى بمحبة كبيرة من الجمهور المصري والعربي على حد سواء.

مسيرة حافلة وتجربة مسرحية مبكرة

ولد نظيم شعراوي في 7 يناير 1923، وامتدت مسيرته الفنية لعدة عقود عاصر فيها أجيالًا فنية متعددة، وانضم في بداياته إلى فرقة الفنان الكبير فؤاد المهندس، وشارك في عدد من أنجح أعمالها، ومنها مسرحية "سيدتي الجميلة" التي برز فيها أداؤه المتزن وهيئته الرزينة.

شكلت ملامحه الجادة وشخصيته المتزنة ركيزة لاختيار المخرجين له في أدوار رجال الدولة والشخصيات الرفيعة، فظهر في كثير من الأعمال بشخصية القاضي، الوزير، ضابط المخابرات، مدير الأمن، وأحيانًا زعيم العصابة، مؤديًا جميعها بإتقان شديد.

شعراوي... وجه القضاء والسلطة

ورغم نجاحه الكبير في "شاهد ما شافش حاجة"، لم تكن تلك المرة الوحيدة التي ارتدى فيها روب القاضي، إذ أعاد تقديم الشخصية في فيلم "سر امرأة"، وكذلك في المسلسل الإذاعي "القصاص"، مؤكداً قدرته على تجسيد السلطة القضائية بإقناع وتميّز.

وقدّم شعراوي على مدار مشواره الفني سلسلة من الشخصيات الرسمية التي بقيت في ذاكرة المشاهد:

وزير في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" إلى جانب عادل إمام وكمال الشناوي، تأليف يوسف معاطي وإخراج نادر جلال.

مدير مباحث أمن الدولة في فيلم "زوجة رجل مهم" مع أحمد زكي وميرفت أمين.

رئيس المخابرات في الفيلم الكوميدي الشهير "ليلة القبض على بكيزة وزغلول".

رئيس النيابة في فيلم "الدموع الساخنة" عام 1976، من بطولة حسين فهمي وميرفت أمين.

ضابط شرطة في فيلم "ربع دستة أشرار" عام 1970 مع فؤاد المهندس وشويكار.

ضابط مخابرات في فيلم "جريمة في الحي الهادئ" عام 1967، أمام رشدي أباظة ونادية لطفي.

رئيس المباحث الجنائية في فيلم "بطل للنهاية"  (1963)

مدير الأمن في التحفة السينمائية "اللص والكلاب" (1962)، المأخوذة عن رواية نجيب محفوظ.

قائد الدفاع المدني في فيلم "بين السماء والأرض" (1960)، إخراج صلاح أبو سيف.

رحيل فنان قدير

غادرنا الفنان نظيم شعراوي في 30 يونيو 2010 عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد رحلة فنية طويلة أثبت خلالها موهبته الفريدة وقدرته على ترك بصمة خاصة في كل دور يؤديه. وقد تميّز دائمًا بكونه الممثل الذي يجيد ارتداء "ثوب السلطة" دون افتعال، من خلال أداء داخلي عميق يمزج بين الهيبة والبساطة.

رحل شعراوي، لكنه ترك خلفه إرثًا من الأدوار التي تعكس حجم موهبته وقدرته على إضفاء العمق والواقعية على الشخصيات الرسمية، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن المصري والعربي.