البوادر تلوح في الأفق.. هل تطبع سوريا علاقاتها مع إسرائيل؟
تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، أصبح نغمة لا يمكن الفكاك منها طوال الفترة الماضية، لا سيما بعد أن أقدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرًا، على رفع العقوبات التي كانت مفروضة على نظام بشار الأسد، في خطوة توقّع كثيرون أنها لن تمر دون مقابل.
وسُلِّطت الأضواء على هذه المسألة بعد أن صرّح الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الأحد، بأن سوريا تحتاج إلى التوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل بعدما فتحت الحرب بين إسرائيل وإيران طريقًا جديدًا للشرق الأوسط، على حد قوله.
مؤشرات جدية
وفي تعقيبه على ذلك، قال الدكتور أيمن سلامة، خبير حفظ السلام الدولي، إن ثمة مؤشرات جدية على اقتراب كل من سوريا وإسرائيل من توقيع معاهدة سلام شاملة بحلول نهاية عام 2025.
ووصف "سلامة" هذه الخطوة، في حديث لـ"دار الهلال"، بأنها تمثل تحولًا جذريًا في العلاقات بين الدولتين اللتين ظلّتا في حالة حرب قانونية فعلية منذ عام 1948، على الرغم من اتفاقية الهدنة الموقعة في رودس عام 1949 التي لم ترقَ قط إلى مستوى إنهاء النزاع المسلح أو حالة الحرب.
وأوضح أن اتفاقية التطبيع المزمعة تختلف جوهريًا عن اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث إن الاتفاقيات الإبراهيمية ركّزت على تطبيع العلاقات مع دول لم تكن في حالة عداء مباشر أو مواجهة عسكرية مستمرة مع إسرائيل.
أما المعاهدة المرتقبة بين دمشق وتل أبيب، فهي تسعى إلى حل شامل ودائم لواحد من أقدم وأعقد الصراعات في الشرق الأوسط، كما يقول سلامة.
وحسب ما يذكره خبير حفظ السلام الدولي، استنادًا إلى ما قالته مصادر إعلامية عدّة، فإن المسودة المقترحة تتضمن انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي سيطرت عليها بعد "غزو المنطقة العازلة" في 8 ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.
وأكد أن هذا البند يُعد حاسمًا نظرًا لإصرار إسرائيل السابق على الاحتفاظ بمرتفعات الجولان السورية التي احتلتها في عام 1967، وفق قوله.
وبيّن أن إبرام هذه المعاهدة سيعني تطبيعًا كاملاً للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستقرار الإقليمي.
غير أنه شدّد على أن التحديات القانونية والسياسية لإبرام وتنفيذ مثل هذه الاتفاقية لا تزال جسيمة، لا سيما فيما يتعلق بالتفاصيل الدقيقة للانسحاب والترتيبات الأمنية الدائمة.
واختتم حديثه بسؤال يطرحه يقول: "هل سيضع هذا الاتفاق حقًا نهاية لعقود من العداء، ويمهّد الطريق لسلام حقيقي ومستدام في قلب الشرق الأوسط؟".