المخرج محمد حمدي لـ «دار الهلال»: تغطية ثورة 30 يونيو أفرزت جيلًا جديدًا من المبدعين
أكد المخرج محمد حمدي أن توثيق أحداث ثورة 30 يونيو لم يكن مجرد تسجيل للحظة تاريخية، بل كان له تأثير مباشر وعميق على تطور الحركة الفنية والدرامية في مصر، وعلى صناعة الفن بشكل عام في السنوات التالية.
وقال حمدي في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال":"مشهد بنت أو مراهق ماشي في قلب شوارع القاهرة في عز الأحداث، كان لحظة إنسانية عظيمة، مليانة طاقة وأمل،وده انعكس بعد كده على الفن،محدش يقدر ينكر إن الفن بيتأثر بالمجتمع، وقت الأزمات، الفن بيعيش أزمة، ووقت الاستقرار والنهضة، بيزدهر، وده اللي حصل بعد الثورة".
وأشار إلى أن الحراك الشعبي والسياسي في 30 يونيو خلق حالة من الزخم انعكست على الأعمال الفنية، قائلا:"لما نيجي نبص على الأعمال اللي ظهرت مؤخرا، هنلاقي مثلا مخرج في العشرينات من عمره بيقدم أحد أنجح الأعمال الوطنية، ده ماكانش هيحصل قبل الثورة،وشفنا ده بوضوح في ملحمة الاختيار، اللي استمرت مواسم كاملة، وقدمت محتوى وطني مهم جدا، ماكناش نشوفه قبل كده بنفس الحجم أو التأثير".
أضاف حمدي:"التوثيق المصور اللي تم وقت الثورة وما قبلها، كان له تأثير مباشر على جودة الأعمال الوطنية، لأنه وفر مادة مرئية عالية الجودة يمكن الرجوع لها بسهولة، إحنا كنا بنصور بكاميرات 4K وأجهزة تصوير حديثة زي ALEXA، وده وفّر محتوى مرئي ضخم منظم ومحفوظ بدقة كبيرة داخل أرشيف الشؤون المعنوية، يقدر أي صانع محتوى يرجع له في أي وقت".
وأوضح أن هذا الأرشيف أصبح مرجعا مهما ليس فقط في السينما والتلفزيون، ولكن أيضا في المسرح والعروض التفاعلية، قائلا:"حتى لو بتعمل عرض مسرحي، تقدر تستخدم المادة دي في الخلفية، لأنها مصورة بجودة تسمح بعرضها على شاشات كبيرة، ومؤرشفة بشكل دقيق، ودي إضافة كبيرة للفن المصري".
وفيما يخص ما إذا كانت الأعمال الوطنية التي تم إنتاجها كافية لتغطية المرحلة، قال حمدي:"أتصور أن الأعمال المباشرة اللي قدمت سردا واضح ومفصل للأحداث كانت كافية، لكن دايما هيكون في مجال لأعمال جديدة، برؤى مختلفة، تركز مثلا على قصص إنسانية، أو بطولات فردية، أو سير ذاتية لأشخاص كان لهم أدوار مهمة، دي حاجة عمرها ما هتخلص، زي ما العالم لسه بيعمل أفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية حتى الآن".
واختتم المخرج محمد حمدي حديثه:"الثورة أفرزت وعي جديد، وخلقت أرشيف بصري ضخم، وفتحت الباب لجيل جديد من المبدعين،والفن الوطني هيستمر، مش بس لتوثيق الماضي، لكن كمان لبناء الوعي في الحاضر والمستقبل.