في عيد ميلاده.. هاني سلامة الفنان الذي اكتشفه يوسف شاهين وراهن على موهبته
يحتفل الفنان هاني سلامة، اليوم 4 يوليو، بعيد ميلاده الـ48، مستعيدًا رحلة فنية بدأت بصدفة غير متوقعة، لكنها تحولت إلى نقطة انطلاق حقيقية على يد واحد من أعظم مخرجي السينما العربية، يوسف شاهين.
ورغم أن حلم الطفولة كان يدور حول الطيران والدراسة في الخارج، إلا أن لقاءً عابرًا بمكتب شاهين غيّر مسار حياته، وفتح أمامه بوابة إلى عالم الفن من أوسع أبوابه.
البداية لم تكن من هنا
نشأ هاني سلامة في الكويت، حيث كان يعمل والده، ولم يكن للسينما موقع في أحلامه الأولى. بعد عودته إلى مصر، التحق بالمعهد الحديث لعلوم الكمبيوتر، وظن الجميع – وربما هو نفسه – أن مستقبله في عالم التكنولوجيا، لا الفن. لكن إعلانًا صغيرًا قرأه بالمصادفة عن تجارب أداء، غيّر كل شيء.

ذهب إلى مكتب يوسف شاهين، دون توقعات، فقط ليجرب. لم يكن يعرف الكثير عن أفلام شاهين، وكان يعترف لاحقًا بأنه لم يكن يفهمها تمامًا. لكن التجربة التي بدأها بفضول، فتحت له بابًا نحو عالم لم يتخيل أن ينتمي إليه.
"المصير".. بداية الحكاية
كان فيلم "المصير" عام 1997 هو أول ظهور له أمام الكاميرا، ثم تبعه بدور أكبر في فيلم "الآخر"، ليصبح فجأة وجهًا مألوفًا في سينما التسعينيات، بأداء مميز وثقة غير معتادة على الوجوه الجديدة.

رغم نجوميته المبكرة، لم يكن سلامة مندفعًا نحو الانتشار، بل تعامل مع الفن بحذر وتأنٍ. وقد ترددت شائعات وقتها أن يوسف شاهين كان يقيده فنيًا، لكنه حسم الأمر بقوله إن شاهين منحه حرية الاختيار منذ البداية، وأنه فضل الانتظار بدلًا من الظهور في أدوار "لا تضيف".
مدرسة لا تُنسى
يتذكر هاني سلامة تفاصيل العمل مع يوسف شاهين كأنها حدثت بالأمس. لم يكن فقط يتعلّم من مشاهد يؤديها، بل كان يذهب في أيام لا يُصوِّر فيها لمتابعة النجوم الكبار، مثل محمود حميدة ونور الشريف، ومراقبة كل تفصيلة خلف الكواليس.

يصف شاهين بأنه "مؤسسة قائمة بذاتها"، عمله منظم كساعة سويسرية، وكل مشهد مدروس كأنه قطعة موسيقى. من هنا، بدأت علاقة سلامة الحقيقية بالتمثيل، وبدأت تتشكل هويته الفنية.
ضياع حلم.. وربح عمر
كان من المقرر أن يسافر هاني إلى الولايات المتحدة ليكمل دراسته هناك، وربما يصبح طيارًا كما أراد في صغره. لكن نصيحة من والده أوقفته في اللحظة الأخيرة، وبعدها بأيام تلقى اتصالًا من مكتب يوسف شاهين، ليبدأ الرحلة التي لم يكن يخطط لها، لكنه أحبها بكل تفاصيلها.
تكريم مستحق.. وغياب مؤقت
في مهرجان الغردقة لسينما الشباب، وقف هاني سلامة يتلقى تكريمه وسط تصفيق الحضور. بدا الامتنان في عينيه، خاصة حين تحدث عن يوسف شاهين قائلًا إنه "لم يكن مجرد مخرج، بل معلم ومُلهم"، وإنه مدين له بالفضل في فهمه للسينما، حتى دون دراسة أكاديمية.
ورغم أن حضوره في السينما خف خلال السنوات الأخيرة، فإن سلامة عبّر أكثر من مرة عن شوقه للعودة إلى الشاشة الكبيرة، بشرط أن يكون العمل يستحق.