مؤلف "سفر التيه": نحن محاطون بالجهل.. وروايتي "ضربة على الدماغ"
بعد صدور روايته الأولى "في بلاط الخليفة"، أصدر الروائي محمد إبراهيم روايته الثانية "سفر التيه" مؤخرًا عن دار كيان للنشر، ويبدو أنه يميل إلى المناطق الشائكة في اختيار موضوعات أعماله، إذ تعرضت روايته الجديدة للنقد من بعض القراء، بسبب عنوانها.
وفي حديثه لـ"الهلال اليوم"، يوضح محمد إبراهيم، أسباب تعرضه لهذا النقد، كما يتحدث عن الرواية ذاتها، ورؤيته لتجربته وأعماله القادمة، وما يطمح إليه.
في البداية يقول: "احتاج الأمر لخمس مسودات كاملة لإنجاز نسخة "سفر التيه" التي تداولها القراء الآن، جربت فيها حيلًا سردية، وتكنيكات مختلفة، وقمت بالاختزال والحذف مرات ومرات.. كان الوقت باكرًا جدًا حين دلفت إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتبت جملة مؤلف "موبي ديك" الشهيرة: "لقد ألفت كتابا خبيثا، وأشعر بأنني طاهر مثل حَمَل.. لقد تخلصت من ثقل حبسة الكاتب التي لازمتني لعام تقريبا”.
يضيف "إبراهيم": “الكتابة بالنسبة لي هي اكتمال حقيقي، ولا نهائي، "سفر التيه" ليست كتابا خبيثا، أعتقد أنها رواية ملتفة، مختزلة، وتحتاج الكثير من التدقيق وإعمال النظر، ربما تحتاج للقراءة لأكثر من مرة، وبعض من إعمال الخيال لتكملة بعض التفاصيل البينية المتروكة عمدا.. فالأمر مختلف كليا عن روايتي السابقة "في بلاط الخليفة".. لقد قطعت خطوات بعيدة، وأتمنى أن يتفهم القراء ذلك جيدا".
ينتقل إبراهيم للانتقادات التي وجهت للرواية، حيث أثيرت زوبعة حول فقرة الغلاف التي تشير إلى إحدى القصص الديني المدمجة كمعنى بعيد في الرواية، و من ثم أثيرت زوبعة أخري حول العنوان، ويقول: لا أعتقد أن أسماء رواياتي مثيرة للجدل لهذا الحد.. من يعرفون موضوع روايتي القادمة تساءلوا كيف سيكون ردود الفعل حيالها إذا؟، نحن محاطون بالجهل.. لا على مستوى الأمي، ولا حتى القراء فحسب.. بل على مستوي الكُتاب أيضا.. وأن تخبر العالم وسط هذا كله أن لديك ما تقدمه أمر بالغ الصعوبة، ويحتاج لمجهود مضنٍ."
يؤكد "إبراهيم" أنه لديه ما يخبر العالم به، فيقول "عقلي متشبع بالأفكار، وواجبي تجاه نفسي أن أنقلها على الورق.. لابد للكتاب أن يكون صادما ويجعلك تفكر.. أو كما تصف إحدى قارئاتي "سفر التيه" بأنها ضربة على الدماغ."
وحول ملامح مشروعه الأدبي، وتكوينه يقول: " مشروعي الأدبي بدأ بالتشكل.. روايتي القادمة ستكون أروع من سابقتيها.. أنا واثق من ذلك، مع كل هذا فلدي قراء متفهمين جدًا.. يقدرون كتابتي قدرها وينقدون بحياد.. يشيرون إلى مواطن الخلل، ويشيدون بمواطن الإبداع.. لدي أيضا ناشر احترافي، يمتلك فكرا في وسط ندر أن تجد فيه صاحب فكر، لقد صار لدي قاعدة قراء يمكن الارتكاز عليها، والمراهنة على ذائقتها ووعيها، أدركت تماما بأني قد نلت التحقق”.
يجيب محمد إبراهيم عما الذي يحتاجه ليستمر وسط كم كبير من الكُتاب، والأعمال التي تصدر يوميًا، قائلاً: "احتاج الآن إلى فترة لا بأس بها للتحضير و من ثم الكتابة. وأحتاج إلى تطور ملحوظ في المستوي بما يناسب قراء احترمهم وأقدرهم، وأصر في كل مرة على أنهم أذكى مني، وأتحدى نفسي أن أجاري ذكاءهم.. جل هدفي أن تصل "سفر التيه" إلى يد قارئ جديد ومختلف.. أن ينتقل فكري و قلمي، ويقرأني إنسان في مكان آخر فأثير في نفسه شيئا، أن يقرأ أحدهم سطرين خطا بقلمي فيعرفني على الفور دون أن يطلع على اسمي.