رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نادي الأدب بشبين القناطر ينظم أمسية لتأبين الشاعر والناقد محمد السيد إسماعيل

4-7-2025 | 19:18


جانب من الندوة

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ نائب رئيس الهيئة، أمسية اليوم الخميس لتأبين الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل، وذلك بمقر جمعية طحانوب للخير والتنمية.

حضر الفعالية د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، والفنان ياسر فريد، مدير فرع ثقافة القليوبية، إلى جانب نخبة من الشعراء والأدباء. واستهلت الأمسية بكلمة الشاعر والكاتب الصحفي مجدي صالح، رئيس مجلس إدارة نادي الأدب، تحدث فيها عن الدور الأدبي البارز للدكتور محمد السيد إسماعيل، وما امتلكه من رؤية إبداعية ونقدية متميزة. كما تم عرض تقديمي (فيديو بروجيكتور) لأهم أعمال الراحل، شمل دواوينه الشعرية ومؤلفاته النقدية والمسرحية.

وألقى الفنان ياسر فريد كلمة تناول فيها دور الراحل في إثراء الحركة الأدبية وسيرته الأخلاقية والإبداعية.

فيما تحدث د. مسعود شومان عن أهمية تجربة الدكتور إسماعيل في الشعر والنقد والمسرح، وما تميزت به من عمق وموهبة وأصالة، ودوره في الساحة الأدبية داخل مصر وخارجها، مشيدًا بما امتلكه من موهبة رفيعة ورؤية نقدية عميقة.

وفي كلمة الشاعر والكاتب المسرحي طارق عمران، والتي جاءت تحت عنوان "ماتت نصف ضحكة الأدباء في مصر"، برحيل الأديب والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل، فقدت الأوساط الأدبية نصف ضحكتها، وصوتها المحب والعارف. كان رحيله المفاجئ صدمة، نظرا لحضوره الطاغي وعطائه الإبداعي الذي لم يتوقف، سواء في النقد أو الشعر أو المسرح.

وأضاف عمران، أن د. محمد السيد إسماعيل قضى حياته كالنخلة المثمرة، راسخة في التربة الثقافية، مشعًا في ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها، ينثر المحبة والعلم والإبداع. عاش بشخصيته النقية، وابتسامته الدائمة، وكان ضيفًا محبوبًا في كل صالون ونادٍ أدبي، خاصة بالأقاليم التي كانت محط اهتمامه.

عرفته منذ منتصف الثمانينات، وكان دائم التردد على نادي أدب كفر شكر. لم يكن مجرد ناقد أو شاعر، بل موسوعة تمشي على الأرض، يجمع بين المعرفة العميقة وخفة الظل وسرعة البديهة. دامت صداقتنا أكثر من ٣٥ عامًا، تنقلنا خلالها بين المؤتمرات والفعاليات الثقافية، وكان دائمًا ينحاز للمواهب الشابة ويبرزها بنقده البناء.

رغم مرضه، لم يشكُ لأحد، وظل يكتب ويشارك حتى آخر لحظة. في آخر لقاء معه، ضحكنا كعادتنا، ولم أدر أنه الوداع الأخير. قبّلت رأسه، فقال ضاحكًا: "أشوف وشك على خير يا طارق"، وكانت تلك كلماته الأخيرة لي.

ترك خلفه أعمالًا أدبية خالدة، منها دواوين مثل قيامة الماء، الكلام الذي يقترب، يد بيضاء في نهاية الوقت، ومسرحيات مثل السفينة، رقصة الحياة، ودراسات نقدية رصينة مثل الحداثة الشعرية، نقد الفكر السلفي، الرواية والسلطة.

رحل محمد السيد إسماعيل، لكنه سيظل حاضرًا في وجداننا، وفي ذاكرة الأدب المصري، قامة لا تتكرر، وصوتا لا يُنسى.

ثم توالت الشهادات من السادة الحضور، وألقى الشاعر محمد فوزي حمزة، والشاعر أسامة الحبشي، قصائد رثاء في الأديب الراحل.

جاءت هذه الأمسية ضمن فعاليات إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، والمنفذة بفرع ثقافة القليوبية.

الدكتور محمد السيد إسماعيل، من مواليد قرية طحانوب بمحافظة القليوبية عام 1962، حصل على درجة الدكتوراة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعمل مدرسا للغة العربية، وبدأ مشواره الشعري عام 1977. نشر قصائده ودراساته النقدية في عدد كبير من المجلات، وشارك في مهرجانات محلية وعربية.

أصدر عدة دواوين شعرية وأعمالا مسرحية وكتبا نقدية، وتم تكريمه بعدة جوائز أبرزها جائزة الشارقة للإبداع العربي وجائزة مجمع اللغة العربية في النقد. اختير ضمن معجم البابطين، وتولى أمانة مؤتمرات ثقافية كبرى.