رياح يناير تهف.. اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
هفّت ريح يناير مرة أخرى على مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة المنعقدة بين إسرائيل وحركة حماس، بضغوط من الولايات المتحدة، وسط ترجيح بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يعلن يوم الاثنين عن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، يوقف حرب الإبادة الإسرائيلية، التي شارفت على دخول شهرها الـ22، حوّل فيها الاحتلال حياة قاطني قطاع غزة إلى جحيم.
ترقّب لرد حماس
وبعد أن زعمت تل أبيب أنها وافقت على مقترح الوسطاء الأخير، أصبحت الأنظار تتجه إلى حركة حماس ترقّبًا لردّها، في ظل حديث عن توجّهها نحو قبول الطرح، إلا أنها لم تحسم قرارها الأخير بعد.
وفي هذا الإطار، أكدت حماس أنها تجري مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلمته من الوسطاء (مصر وقطر).
حماس قالت إنها "ستُسلّم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات، وستُعلن ذلك بشكل رسمي".
وحديث حماس ذلك جاء بعد أن أكدت مصادر فلسطينية أن الحركة تتجه نحو قبول الطرح الذي قدّمه الوسطاء، غير أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.
وفور رد حركة حماس على المقترح الذي قدّمته مصر وقطر بضمانات أكثر جدية من الولايات المتحدة – حسب مصادر إعلامية – عن الاتفاق الفائت الذي دخل حيّز التنفيذ في يناير الماضي، وتنصّلت منه إسرائيل قبل أن يُكمل شهره الثاني، ستُعقد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين إما في القاهرة أو الدوحة.
ومن جانبه، توقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن تُسلّم حماس ردها على طرح وقف إطلاق النار في غزة خلال الـ24 ساعة القادمة.
ومرارًا وتكرارًا، أكدت حماس على أنها ستقبل بأي اتفاق يتضمن انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفّق المساعدات الإنسانية العاجلة، والبدء بإعادة الإعمار، والتوصّل إلى صفقة تبادل أسرى جادّة، ولن تقبل بأقل من ذلك.
غير أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو – وهو مجرم حرب مدان لدى المحكمة الجنائية الدولية إثر ارتكاب جرائم في قطاع غزة – كان دائمًا ما يضع شروطًا تعجيزية لعرقلة العملية التفاوضية.
لكن هذه المرة، زعم مسؤولون في المجلس الأمني المصغر "كابينت"، أن نتنياهو يريد بشدة التوصل إلى صفقة بأي ثمن، نظرًا لأنه يرى أن نافذة الفرصة السياسية المتاحة فريدة، وأن ما يمكن تحقيقه الآن قد لا يمكن تحقيقه فيما بعد، وفق إعلام عبري.
الحسم الإثنين
وبالتزامن، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعتزم إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يوم الاثنين القادم، وذلك خلال اجتماعه المقرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفقًا لما نقله عنهم إعلام عبري.
ويعتقد ترامب أن إنهاء الحرب على غزة – التي ما كان لها أن تستمر لولا دعم بلاده – بمثابة النافذة التي سيقدّم من خلالها كـ"بطل سلام"، في إطار مساعيه للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وحسب المسؤولين، فإن عزم ترامب إعلان التوصل إلى اتفاق الاثنين، جعل إسرائيل تتجهز لاحتمال بدء جولة مفاوضات غير مباشرة مع حماس، خلال الأيام المقبلة.
وجدير بالذكر أن شهر يناير الماضي شهد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الجانبين، كان من المفترض أن يفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن إسرائيل تنصّلت منه بضوء أخضر أمريكي.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 192 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.