رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لأول مرة منذ أكثر من 100 عام.. عودة السباحة إلى نهر السين في باريس

5-7-2025 | 16:23


السباحة في نهر السين

دار الهلال

سُمح لسكان العاصمة الفرنسية باريس والزوار السباحة في نهر السين، لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، بعد تنفيذ مشروع ضخم لتنظيف النهر بتكلفة بلغت 1.4 مليار يورو، ما جعله صالحا لاستضافة منافسات الألعاب الأولمبية التي أقيمت العام الماضي. 

ورفعت السلطات المحلية في باريس حظرا استمر لأكثر من 100 عام على السباحة في نهر السين، وأعلنت افتتاح ثلاثة مواقع جديدة للسباحة على ضفاف النهر بباريس، ما يتيح لسكانها والزوار السباحة فيه اعتبارا من اليوم /السبت/، حيث أن الموقع الأول قريب من كاتدرائية "نوتردام" الكبيرة، والثاني بالقرب من برج "إيفل" النصب الباريسي الشهير، والثالث مقابل المكتبة الوطنية الفرنسية.

وفي العام الماضي، وخلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، كان مسموحا بالسباحة في النهر بشكل استثنائي خلال منافسات رياضة الترياثلون وسباحة المسافات الطويلة.. ومع ذلك، واجهت هذه المنافسات تحديات، مثل ارتفاع مستويات البكتيريا نتيجة الأمطار، ما أدى إلى تأجيل بعض المنافسات.

واليوم، بدأت السباحة العامة في مواقع معروفة منذ يونيو 2023، عندما كانت جودة مياه نهر السين تتحسن بشكل متزايد.. وصُممت هذه المواقع لتوفير ظروف سباحة مناسبة ضمن شروط صارمة، بما فيها التأكد من جودة المياه يوميا، والتي ظلت تتوافق مع المعايير الأوروبية طوال شهر يونيو الماضي، باستثناء يومين بسبب الأمطار والتلوث الناتج عن القوارب.

وهذه المواقع ذات سعة محدودة في آن واحد لضمان أفضل ظروف السباحة وسلامة المواطنين، فموقع شرق باريس "بيرسي" أمام المكتبة الوطنية يسع لنحو 700 شخص، أما المواقع الأخرى، فهي تسع لما بين 200 و150 شخصا.

وسيكون بمقدور الزوار من سن 10 إلى 14 سنة السباحة مجانا، وفي أوقات مجدولة حتى نهاية أغسطس المقبل تحت إشراف رجال إنقاذ مؤهلين.. ولضمان سلامة المواطنين، تشترط السلطات على جميع القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما أن يكونوا برفقة شخص بالغ، ولا يقل طولهم عن 1.40 متر، كما أن معرفة السباحة ضرورية.

كما سيتم تعليق أعلام، مشابه للنظام المُستخدم على الشواطئ الساحلية، حيث يشير العلم الأخضر إلى السباحة المُراقَبة دون وجود خطر واضح. أما العلم الأصفر فيشير إلى خطر محدود، لذا يُنصح بتوخي الحذر (في حال وجود مشاكل تتعلق بجودة المياه، أو تقلبات الطقس)، بينما يدل العلم الأحمر على وجود مخاطر أو تيار قوي. 

وأصبحت السباحة في نهر السين ممكنة بفضل استثمار ما يزيد عن 1.4 مليار يورو لتحسين جودة المياه في أعلى النهر مع أعمال تجميع مياه الصرف الصحي لمنع تدفقها إليه.. ولكن بما أن مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي في باريس تختلطان في شبكة واحدة، فإن الحل الوحيد في حالة هطول أمطار غزيرة هو تصريف الفائض في نهر السين، وقد أدى هطول الأمطار القياسي خلال الألعاب الأولمبية العام الماضي إلى جعل المياه غير صالحة لسباحة الرياضيين.

ولكن إعادة السباحة إلى قلب باريس، على طول النهر الذي يُوصف غالبا بأنه الأكثر رومانسية في العالم، تطلبت جهدا هائلا، فقد أُطلق هذا المشروع لرفع مستوى جودة مياه نهر السين إلى المعايير الأوروبية، وتحقيق هذه المبادرة الطموحة للإرث الأوليمبي.

وفي هذا الصدد، قال نائب عمدة باريس بيير رابادان "إن جودة المياه مطابقة للمعايير الصحية، ودرجة حرارتها 25 درجة مئوية".. وكان المسؤول يخطط للسباحة اليوم.

كما توجهت رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو إلى أحد المواقع المخصصة للسباحة، وأعربت عن سعادتها بهذه اللحظة التاريخية قائلة: "أرغب بشدة في القفز.. يبدو النهر رائعا"، مضيفة: أن حمامات السباحة هي محاولة لتحسين نوعية الحياة بالعاصمة الفرنسية في ضوء الارتفاع المتوقع بدرجات الحرارة في الصيف بسبب تغير المناخ.

وكانت آن هيدالجو قد قامت بالغطس في نهر السين العام الماضي قبل بدء الألعاب الأولمبية، فيما سيتم مراقبة جودة المياه بشكل مستمر، حيث سيغوص السباحون بشكل مباشر في مياه النهر.

وتعد هذه الخطوة تاريخية بالنسبة لباريس ولسكانها، وتحقق حلما طال انتظاره بإعادة الحياة المائية إلى نهر السين بعد عقود من التلوث.. وقد أسعد هذا القرار العديد من الباريسيين، حيث توافدوا منذ الصباح الباكر إلى المواقع المحددة، وتمكن العديد من النزول والسباحة في نهر السين في قلب باريس اليوم ووسط حراسة مشددة، حيث كانت السباحة محظورة منذ عام 1923، وانطلق كثير من السباحين في الساعة الثامنة صباحا تحت أنظار العديد من رجال الإنقاذ وبإشراف قوارب مطاطية من مقر شرطة باريس.

وقالوا تعبيرا عن سعادتهم بالسباحة في السين "نحن نسبح في نهر السين.. هذا شيء رائع"ـ كما قاموا بإلتقاط العديد من الصور التذكارية لتخليد هذه اللحظات في قلب باريس.