رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أوائل الدبلومات: المستقبل بين يدي التعليم الفني.. ولا طريق النجاح سوى الاجتهاد | خاص

13-7-2025 | 19:14


الأوائل

محمود غانم

اختلطت الفرحة بالدموع، وامتزجت اللحظة بمشاعر الفخر والامتنان، لدى أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية، بعدما أبلغتهم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني هذا النبأ صباح اليوم الأحد، لتتحول هذه اللحظة إلى محطة فارقة في حياتهم، إذ جاءت تتويجًا لمعركة طويلة خاضوها خلال الأشهر الماضية في سبيل التفوق والاجتهاد.

وأعرب عدد من أوائل الجمهورية دبلومات فنية 2025 عن فرحتهم العارمة، بهذا النجاح المحقق، الذي يأتي بفضل من الله -عز وجل- أولًا، وجدهم واجتهادهم ثانيًا.

وأكد الطالب، في حديث انفردت به "دار الهلال"، أن التعليم الفني بات خيارًا مثاليًا، إذ يفتح آفاقًا متعددة في سوق العمل، ما يجعل المستقبل واعدًا تحت مظلته.

التعليم الفني تجربة مميزة

إلى ذلك، أعرب الطالب محمد هاني محمد، الأول على جمهورية دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة الصناعية (نظام السنوات الخمس)، عن فرحته العارمة بما حققه من نجاح.

وأكد الطالب، المقيد بمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن نجاحه "نعمة من الله عز وجل".

ودعا محمد كل طالب إلى أن يفعل ما عليه حتى يكون متفوقًا مثله، مؤكدًا أن الله -سبحانه وتعالى- لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

ولفت إلى أنه كان حريصًا على الاستعانة بمعلميه في المدرسة بشكل متكرر لتسهيل المذاكرة، مشيرًا إلى أنهم لم يتأخروا عنه في أي شيء.

وأوضح أنه بفضل مذاكرته واجتهاده استطاع تجاوز كافة الصعوبات التي واجهته في المدرسة، بما فيها اللغة الأجنبية الثانية "الروسية"، إلى جانب اللغة الأجنبية الأولى، وهي "الإنجليزية".

ونصح طلاب الشهادة الإعدادية بخوض تجربة مماثلة لما خاضه في مدرسة الطاقة النووية بالضبعة، مؤكدًا أنها ستكون تجربة مميزة بالنسبة لهم، وسيتعلمون منها الكثير، فضلًا عن أن التعليم الفني يفتح آفاقًا واسعة في سوق العمل.

وختم الطالب محمد هاني حديثه بالتوجه بالحمد والشكر لله تعالى على هذه النتيجة التي حققها، بعد فترة طويلة من الجد والاجتهاد.

فترة طويلة من الاجتهاد

عاش الطالب محمود محمد جابر، لحظة استثنائية اختلطت فيها الدموع بالفرحة، فور تلقيه نبأ حصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية في دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية، في واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرته الدراسية.

وفي تصريح خاص لـ"دار الهلال"، عبّر محمود عن سعادته الغامرة بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن التفوق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة كفاح طويل وجهد متواصل ومذاكرة منتظمة لم ينقطع عنها رغم التحديات.

وأعرب الطالب المتفوق عن امتنانه العميق للمولى -عز وجل- على هذا التوفيق، قائلًا: "كل ذلك ما كان ليتحقق لولا التوفيق من الله ودعاء الوالدين".

وحول مستقبله الدراسي، أوضح محمود أنه كان يطمح في الالتحاق بكلية تتماشى مع تخصصه الفني الصناعي، غير أن المسارات المتاحة حاليًا لا تخدم هذا التوجه، مضيفًا: "كنت أتمنى دراسة تخصص يتصل مباشرة بتخصصي، لكن مع عدم توافر هذا المسار، سأختار كلية العلوم الصحية، لأنها الأقرب من حيث المحتوى والمجال لما كنت أدرسه خلال السنوات الماضية".

ووجّه محمود رسالة لزملائه من الطلاب، شدد فيها على أن الاجتهاد لا يضيع، وأن كل من يثابر سيحصد ثمرة جهده في النهاية.

بركة القرآن

تلقّى الطالب كريم أشرف رضوان خبر حصوله على المركز الأول على الجمهورية في دبلوم الثانوي الصناعي (تكنولوجيا تطبيقية) بفرحة عارمة، وذلك من خلال اتصال هاتفي من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

وبعد تلقيه النبأ، سارع إلى إبلاغ أسرته؛ فأيقظ والدته من النوم ليبشّرها، واتصل بوالده وشقيقته اللذين كانا خارج المنزل.

استقبلت عائلة كريم الخبر بفرحة غامرة، كأنها كانت جزاءً لمجهود طويل بذله خلال الأشهر الماضية.

ورغم أن كريم كان يتوقع تحقيق مجموع مرتفع، فإنه لم يكن يتخيل أن يكون الأول على مستوى الجمهورية. يقول في حديثه لـ"دار الهلال": "كنت أتوقع أن أحصل على مجموع عالٍ قد يجعلني من بين الأوائل، لكن لم أتوقع أن أكون الأول".

ولا تقتصر أنشطة كريم اليومية على المذاكرة فقط، بل يحرص أيضًا على الاطلاع والقراءة، وإن قلّ ذلك في الفترة الأخيرة بسبب تركيزه على الدراسة.

ويولي كريم اهتمامًا خاصًا بالقرآن الكريم حفظًا وتلاوةً، حيث يقول: "بركة حياتي من القرآن، وقد حفظت منه عدة أجزاء".

ويأمل في المرحلة المقبلة أن يحصل على منحة للدراسة في جامعة السويدي، وأن يلتحق بكلية علوم الحاسب، مشيرًا إلى أن ذلك كان هدفه منذ بداية العام الدراسي.

مفاجأة كبيرة

لم يصدق الطالب حمدي فرج حمدي خبر كونه الأول على الجمهورية في دبلوم الدراسات المتقدمة الصناعية، نظام "خمس سنوات"، حيث تفاجأ بذلك، رغم أنه كان مجتهدًا في دراسته.

وقال حمدي في حديثه لـ"دار الهلال"، إنه لم يكن يتوقع أن يكون حتى من بين العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية، بل كانت توقعاته تقتصر على أن يكون من بين العشرة الأوائل على مستوى المدرسة.

وأشار إلى أن ذويه تلقوا النبأ بفرحة شديدة، لا سيما والده، الذي كان جزءًا من نجاحه، نظرًا لكونه كان يذاكر له مادة اللغة العربية بصفته مدرسًا لهذه المادة.

وعن خطوته القادمة، يقول حمدي إنه يخطط للالتحاق إما بكلية الهندسة أو الحاسبات.

وسلط الضوء على كون مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي كان ملتحقًا بها أفضل من الثانوية العامة، لا سيما لأولئك الذين يفضلون التخصص في مجال معين، وفق قوله.

غير أنه انتقد أن هذه المدارس تفتقر إلى مسارات محددة في الجامعات، بمعنى أنه لا يتوفر لبعض الطلاب الالتحاق بنفس التخصص الذي كانوا يدرسونه في المرحلة الثانوية، حسب قوله.

ودعا حمدي وزارة التعليم العالي إلى أن توفر لهم مسارات تتوافق مع ما درسوه في دراستهم الثانوية.

الموازنة بين الجانب الدراسي والديني

أكد الطالب عبد الله خليل إبراهيم، الأول على مستوى الجمهورية في دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة الصناعية نظام "خمس سنوات"، أن جِدَّه واجتهاده في المذاكرة، إلى جانب التزامه الديني وأداء الصلوات، كانا السبيل لتحقيق هذا التفوق، الذي وصفه بأنه "نعمة كبيرة من الله".

وأوضح عبد الله، في حديثه لـ"دار الهلال"، أنه تفاجأ بخبر تفوقه على جميع الطلاب على مستوى الجمهورية، رغم شعوره الداخلي بأن الله -عز وجل- لن يُضيع تعبه.

وقال: "تفاجأت بهذا الخبر، رغم إن كان عندي إحساس إن ربنا مش هيضيع تعبي. لما عرفت، كانت لحظة لا توصف، وأهلي فرحوا جدًا وبقوا فخورين بيا".

وأضاف أن أسرته لم تكن تتوقع أن تُكلَّل سنوات الدراسة الشاقة بهذا التفوق الباهر، وأن كرم الله عليه فاق كل توقعاتهم، مؤكدًا أن هذه النتيجة جاءت بعد سنوات طويلة من الكفاح والمذاكرة المنتظمة، والاعتماد على النفس.

وأشار إلى أنه كان يشعر بأنه سيحقق نتيجة كهذه، لكنه لم يكن متأكدًا، مستندًا في توقعاته إلى أدائه المتميز في الامتحانات، واستعداده الجيد طوال العام الدراسي.

وأكد عبد الله أنه يخطط للالتحاق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وهو الحلم الذي طالما راوده منذ دخوله المرحلة الثانوية الفنية.

ووجَّه نصيحة إلى زملائه الأصغر سنًا، قائلًا: "اعتمدوا على أنفسكم، وابتعدوا عن الغش وكل ما يعطلكم عن هدفكم، وكونوا دائمًا قريبين من ربنا، وحافظوا على صلاتكم، لأنها كانت سببًا كبيرًا في استمراري وصبري".

وختم حديثه بتأكيد أهمية التوازن بين الدراسة والجانب الديني، قائلًا: "كنت أؤدي الصلاة في وقتها، وحتى لو قصرت أحيانًا، كنت أرجع لربنا وأطلب العون".