للمرة الأولى، تشارك إندونيسيا كضيف شرف في العرض العسكري الذي يُقام بمناسبة يوم الباستيل، العيد الوطني الفرنسي الذي يُحتفل به في 14 يوليو من كل عام، في خطوة تعكس التوجّه الاستراتيجي الفرنسي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ .

وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في تقرير لها، أن العرض الذي أُقيم اليوم الاثنين في شارع الشانزليزيه، استُهلّ بعزف فرقة الطبول الإندونيسية، بمشاركة أكثر من 450 جنديًا من جاكرتا، من بينهم موسيقيون، حيث افتتحوا الموكب العسكري الذي ضم نحو 7000 رجل وامرأة .

وأوضحت الصحيفة أن دعوة إندونيسيا للمشاركة ليست مصادفة، بل تأتي في إطار شراكة استراتيجية قائمة بين البلدين، تعززت مؤخرا بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جاكرتا نهاية مايو الماضي، حيث التقى الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الجنرال السابق الذي انتُخب رئيسًا العام الماضي .

ويمثّل الحضور الإندونيسي جزءًا من عرض عسكري أوسع يعبّر عن التضامن الدولي، حيث شاركت أيضًا وحدات بلجيكية-لوكسمبورغية، والقوة الثنائية الفرنسية-الفلندية المنتشرة في لبنان، وطاقم فرقاطة "أوفيرني" العاملة في بحر البلطيق والقطب الشمالي، في استعراض يعكس الروابط الأوروبية ومتعددة الأطراف للجيش الفرنسي.

وسلّط العرض العسكري الضوء أيضًا على أحدث التطورات التكنولوجية لدى القوات المسلحة الفرنسية، بما في ذلك أول أسطول مضاد للألغام مزوّد بطائرات مسيّرة، وقاعدة تولوز الجوية 101 المتخصصة في الفضاء، إلى جانب الإشارة إلى الذكرى المئوية لـ"بلويت دو فرانس" و"الشعلة" تحت قوس النصر.

ومن المنتظر أن يشدّد الرئيس الفرنسي خلال الفعاليات على "الضرورة القصوى للتماسك الوطني"، وذلك من خلال برامج دمج الشباب مثل (SMV وSMA)، في ظل الترقب لنتائج النقاشات المرتقبة بشأن "الخدمة الوطنية" الجديدة والمقرّر الإعلان عنها في الخريف.

وفي هذا السياق، أعلن وزير القوات المسلحة الفرنسية سيباستيان لوكورنو، الذي شارك في احتفالات يوم الباستيل إلى جانب الرئيس ماكرون، عن نية باريس تعزيز تعاونها العسكري مع إندونيسيا، من خلال صفقات تشمل طائرات "رافال" إضافية، وغواصات "سكوربين"، ومدافع "سيزار"، وفرقاطات من فئة "غويند"، وذلك حسب بيان صادر عن الوزارة .

وأكدت وزارة القوات المسلحة الفرنسية أن هذه الشراكة مع إندونيسيا تأتي في إطار الوجود الاستراتيجي لفرنسا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يعيش نحو 1.65 مليون مواطن فرنسي، لا سيما في أقاليم ما وراء البحار. وأضافت أن "فرنسا، بالاعتماد على تحالفات موثوقة، تسعى للدفاع عن رؤية أمنية سيادية، متوازنة ومسؤولة في هذه المنطقة الحيوية."