رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


للمرة الثانية.. الشمس تتعامد على الكعبة ظهرًا

15-7-2025 | 10:26


الكعبة

محمود غانم

تتجه الأنظار، اليوم الثلاثاء، إلى سماء مكة المكرمة، حيث تشهد التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة في العام 2025، في مشهد فريد يجمع بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.

الشمس تتعامد على الكعبة 

وستحدث ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة عند الساعة 12:27 ظهراً، حيث تصل في تلك اللحظة إلى ذروتها فوق الكعبة المشرفة، حيث تتعامد عليها مباشرة بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة، وذلك بحسب الجمعية الفلكية بجدة.

وعلى أثر ذلك، يختفي ظل الكعبة تمامًا، حيث تصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة أو صفرية، حيث يكون ذلك بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام.

ويقصد بـ"التعامد"، سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تمامًا على نقطة معينة من سطح الأرض، بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.

حيث يحدث هذا التعامد بالنسبة لموقع الكعبة المشرفة مرتين سنوياً: في نهاية مايو، ومنتصف يوليو، وذلك عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي.

لماذا تحدث هذه الظاهرة؟ 

وتحدث ظاهرة تعامد الشمس، جراء ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوباً على مدار العام، وفقًا لـ"فلكية جدة".

 

ما أهمية هذه الظاهرة؟

حسب فلكية جدة، فإن هذه الظاهرة تمكن من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جدًا من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة، حيث إن كل ما على الشخص فعله هو رصد موقع الشمس في السماء وقت التعامد.

إذ أن الجهة التي تقع فيها الشمس تشير مباشرة إلى اتجاه مكة المكرمة وقد اعتمد المسلمون هذه الطريقة منذ قرون، قبل اختراع البوصلة، ولا تزال هذه الوسيلة دقيقة وموثوقة حتى اليوم، خصوصًا في المناطق البعيدة عن مكة التي تواجه صعوبات في ضبط اتجاه القبلة.

علميًا، تمثل ظاهرة التعامد فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي، وفهم تأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من "السمت"، وهي النقطة الرأسية التي تقع مباشرة فوق الرأس.

كذلك، يمكن للمهتمين استخدام هذه الظاهرة في حساب محيط كوكب الأرض بطريقة تقليدية غير رقمية بالاعتماد على الطرق الهندسية القديمة التي تعزز الفهم العملي لظواهر الانحناء وتوزيع الظلال، وهو ما يعد دليلًا مباشرًا على كروية الأرض.

اختفاء الظلال 

وعند التعامد يمكن لمن في مكة المكرمة رؤية اختفاء الظلال لأجسام مثل الأعمدة أو الأدوات المستقيمة القائمة على الأرض، مما يجعل من الحدث مشهدًا بصريًا رائعًا يدمج بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية في آن واحد.