رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كشف علمي يحل لغزًا عمره 400 عام.. بقع داكنة على الشمس

18-7-2025 | 03:06


مبيت كشف علمي يحل لغزًا عمره 400 عام.. بقع داكنة على الشمس

إيمان علي

أعلن فريق علمي نجاحه في حل لغز البقع الشمسية التي تحافظ على استقرارها لفترات طويلة، وذلك في دراسة هي الأولى من نوعها، والتي تمكّنت من حل اللغز الذي حيّر العلماء منذ أن رصد غاليليو البقع الشمسية لأول مرة عام 1610.

وتُعرف هذه البقع الداكنة على سطح الشمس بأنها قد تبقى لأيام أو حتى لأشهر، لكن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من فهم سبب استقرارها طوال هذه الفترات.

وفي الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة "علم الفلك والفيزياء الفلكية"، توصل فريق دولي من العلماء، بقيادة معهد فيزياء الشمس في ألمانيا، إلى حل هذا اللغز وفك طلاسم الظاهرة التي حيّرت العلماء لقرون.

ووجد الفريق أن البقع الشمسية تحافظ على استقرارها بفضل توازن دقيق بين القوى المغناطيسية الهائلة وضغط البلازما الشمسية. ويشبه هذا التوازن إلى حد كبير معادلة رياضية معقدة تمنع البقعة من الانهيار أو التشتت في بيئة الشمس المضطربة.

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه يقدم تفسيرًا علميًا دقيقًا لسبب بقاء بعض البقع الشمسية نشطة لأشهر كاملة، بينما تختفي أخرى خلال أيام قليلة فقط.

واستخدم الفريق تقنيات رصد متطورة مكنتهم من تحليل الضوء المستقطب القادم من الشمس بدقة غير مسبوقة. وقد طُبّقت هذه التقنية باستخدام التلسكوب الشمسي "غريغور" في ألمانيا، ما سمح بإزالة التشوهات الناتجة عن الغلاف الجوي للأرض، وبالتالي الحصول على صور واضحة ودقيقة للمجال المغناطيسي الشمسي، كما لو كانت مأخوذة من الفضاء الخارجي.

ويشار إلى أن البقع الشمسية في الواقع مناطق شديدة النشاط على سطح الشمس. ويبلغ قوة المجال المغناطيسي فيها ما يعادل قوة المجال المغناطيسي لأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي المستخدمة في المستشفيات، لكن على مساحة تزيد عن حجم الأرض بأكملها. والمفارقة أن بقعة شمسية معزولة عن القرص الشمسي ستكون أكثر سطوعا من القمر المكتمل، لكنها تبدو داكنة لأنها أقل حرارة من المناطق المحيطة بها.

وهذا الاكتشاف العلمي لا تقتصر أهميته على الجانب النظري فحسب، بل له تطبيقات عملية مهمة في مجال التنبؤ بالطقس الفضائي. فمع فهم آلية استقرار البقع الشمسية، يمكن للعلماء تطوير نماذج أكثر دقة للتنبؤ بموعد تحول هذه البقع إلى مصادر للعواصف الشمسية الخطيرة التي قد تعطل أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية، بل وتؤثر على شبكات الطاقة الكهربائية على الأرض.