أكد المستشار الألماني فريدريش ميرز، أن المعاهدة التي تم توقعيها مع المملكة المتحدة تمثل "فصلًا جديدًا" في مسار التعاون الثنائي، مشددًا على أنها ستُرسّخ لمرحلة طويلة الأمد من التنسيق المشترك في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد.
وقال ميرز خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، إن هذه المعاهدة نهدف من خلالها إلى تقديم إسهامات فعالة لحماية منطقة شمال الأطلسي، والتصدي للتحديات الأمنية المتزايدة".
وأضاف أن المعاهدة تشمل التزامًا واضحًا من الجانبين بمبدأ الدفاع المشترك في حال وقوع أي هجوم، بما يتماشى مع التزامات البلدين تجاه حلف الناتو، مؤكدًا أن الاتفاقية يجب أن تُقرأ في سياق أوسع، يشمل التكامل الأوروبي في مجالات الأمن والدفاع.
وأشار ميرز إلى أن "المعاهدة الموقعة اليوم مع بريطانيا تُكمل الاتفاقيات السابقة، مثل معاهدة التسعينيات بين فرنسا وألمانيا"، معتبرًا أن "فرنسا وألمانيا وبريطانيا تنفذ تغييرات متوازنة في السياسات، لا تقتصر على الهجرة، بل تشمل الاقتصاد والشأن الداخلي، وهو تطور طبيعي تفرضه المرحلة".
وشدد على أن القرارات السياسية الكبرى "تؤخذ اليوم مع مراعاة الشركاء الأوروبيين"، مشيرًا إلى أن "المعاهدة الجديدة تعكس هذا التوجه، ولهذا قمنا بوضع خطة عمل واضحة للمشروعات المستقبلية، ووقعنا اتفاقيات شراكة في مجالات الدفاع الجوي والبري والبحري، بهدف تعزيز التنسيق وحماية بحر الشمال من التهديدات المختلفة".
وأوضح ميرز أن المعاهدة تأخذ في الاعتبار أهمية التعاون الاقتصادي، خاصة في مجال الإنتاج الدفاعي، مؤكدًا أن "الشركات الألمانية والبريطانية ستعمل سويًا بشكل فعّال للاستفادة من هذه الشراكات وتحقيق قدرات صناعية وأمنية أعلى في أوروبا".
وفيما يخص سياسات الطاقة، أوضح ميرز أن ألمانيا والمملكة المتحدة تسعيان للاستفادة من فرص التعاون المستقبلية، مع التركيز على إشراك المواطنين في مسارات التحول الطاقي.
وحول تطورات الاوضاع في اوكرانيا، رحب المستشار الألماني بما وصفه بـ"مبادرة جيدة" من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى استعداده لتقديم الأسلحة لأوكرانيا على أن يقوم الشركاء الأوروبيون بشرائها.