في إطار مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" التي أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، بهدف تعزيز الهوية الثقافية وغرس روح الانتماء لدى الأجيال الجديدة، نظم قصر ثقافة الكوثر برئاسة سهام رشاد محاضرة تثقيفية بقرية النسيج بحي الكوثر تحت عنوان "الحرف التراثية ودورها في الحفاظ على الهوية المصرية "، بمقر بيت النول بقرية النسيج بالكوثر ضمن برامج وزارة الثقافة
تقام الفاعليات بالمجان للرواد ضمن خطة الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة د جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم من خلال فرع ثقافة سوهاج برئاسة احمد فتحي.
أشارت سهام رشاد مدير القصر إلى أهمية تعزيز الوعى الثقافى والمجتمعى بالتراث، من خلال اللقاءات التوعوية، و تناولت الدور الحيوي الذي تلعبه الحرف التراثية في صون الهوية الثقافية، وذلك ضمن سلسلة فعاليات ثقافية تهدف لإبراز ما تمتلكه مصر من موروث شعبي أصيل.
أشارت خلالها امانى عبد الناصر المدير التنفيذي لمؤسسة راسيات للحرف التراثية ، إلى أهمية الحرف اليدوية باعتبارها تجسيدًا حيًّا لذاكرة الأمة ومرآة تعكس عمق حضارتها وتنوعها الثقافي. وفي هذا السياق، جاءت قرية النسيج كمثال واقعي نابض بالحياة، حيث لا تزال تحتفظ بهذه الحرفة القديمة التي ورثها الأبناء عن الأجداد، ويواصلون بها رحلتهم في حفظ ملامح من الهوية المصرية الأصيلة.
تناولت عبدالناصر تاريخ حرفة النسيج في المنطقة، وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحة كيف لعبت هذه الحرفة دورًا في تشكيل ملامح المجتمع المحلي، وتعزيز الإحساس بالانتماء من خلال ممارسة عمل متجذر في ذاكرة المكان والناس. كما تم تسليط الضوء على الأشكال الجمالية التي تتجلى في منتجات النسيج اليدوي، وكيف تعكس هذه الأشكال الزخرفية البيئة المحلية والمخزون الثقافي المتراكم عبر العصور.
كما تناولت المحاضرة التحديات التي تواجه الحرفيين في ظل العصر الرقمي، من تراجع الإقبال على المنتجات اليدوية أمام البدائل الصناعية، إلى الحاجة لوسائل حديثة في التسويق والترويج. ورغم تلك التحديات، تم التأكيد على أن الحرف التراثية، ومنها النسيج اليدوي، لا تزال قادرة على الصمود والتطور إذا ما حظيت بالدعم الكافي من الجهات المعنية، وتم إدماجها ضمن خطط التنمية الثقافية المستدامة.
ختامًا بجولة في ورش النسيج بالكوثر مع الشيخ عبد الصبور هريدى شيخ النساجين
وبهذا تؤكد مبادرة "تراثك ميراثك" على رسالتها بأن الثقافة ليست فقط في الكتب أو الفنون، بل في كل ما يعبر عن روح الإنسان المصري، بدءًا من خيوط النسيج التي تحاك في قرية الكوثر، وحتى الأحلام التي تنسج من أجل مستقبل يحمل في طياته الوفاء للأصل والانفتاح على العصر.