ديوان العرب| مازال بي مهر الشبيبة جامحاً.. قصيدة ابو الحسن السلامي
تُعد قصيدة «مازال بي مهر الشبيبة جامحاً»، للشاعر ابو الحسن السلامي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «ابو الحسن السلامي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «مازال بي مهر الشبيبة جامحاً».
وتعتبر قصيدة «مازال بي مهر الشبيبة جامحاً»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 34 بيتًا، علاوة على تميز شعر ابو الحسن السلامي، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
نص قصيدة
مازال بي مهر الشبيبة جامحاً
حتى حملت على المشيب الكابي
فسمعت أقبح ما سمعت نداءها
ما بال هذا الأشيب المتصابي
إني حلفت برب أشرف كعبة
في مشهد النشوات والإطراب
وبكل مخلوع العذار مجرر
فضل الإزار مسحب سحاب
وبمصرع الدن الجريح وحرمة ال
وتر الفصيح وذمة المضراب
ومتى حلفت بمثلها متأولا
فصدقت بالازلام والانصاب
وأنا دعي في البلاغة ملصق
في الشعر منسلخ عن الآداب
ويباع في الأكراد شعري انه
يغلو إذا ما بيع في الإعراب
لقد ارتقت تبغي أبا الحسن العلى
يطمحن منه إلى الأبي الآبي
الموسوعي الناصري أبوة
وخؤولة علوية الأنساب
في حيث أرثت النبوة نارها
فخبا لنور الحق كل شهاب
لا أدعي لك إنما بك أدعي
اني وصلت الى أعز جناب
زاد الإله بكم قريشاً رفعة
واقر عينا قصيها بن كلاب
متناسلين وأنت كنت مرادهم
مترددين إليك في الإصلاب
حتى ولدت فاغفلوا أنسابهم
وغدا وجودك أشرف الأنساب
ألسان هاشم الذي يغروبه
تفري وناظر غالب الغلاب
أشكو إليك عشية لم نفترق
فيها على ملل ولا استعتاب
ما كنت إلا جنة فارقتها
كرهاً فصب علي صوت عذاب
ودعت دارك والسماء تجودني
بيد الغمام فلا أرى بك ما بي
ما زلت أركض في الوصول مبارياً
فيها الخيول لواحق الأقراب
فجريت والعكاز أخصر شكتي
قصراً ولكني أعز ركابي
ورأيت غالية الطريق ومسكه
طيباً معداً لي على الأثواب
وحمى كساؤك لا عدمت معيره
دراعتي وعمامتي وجبابي
فوليت يا بحر السماحة كسوتي
وولى أخوك الغيث بل ثيابي
غيثان هذا الذي من أجله
خلق السحاب وذا سليل سحاب
فوصلت اشكو ذا واشكر ذا وبال
غيثين ما بهما من التسكاب
وخريدة عذراء رحت أزفها
ما بين ألفاظ شرفن عذاب
جاءتك يحملها الجمال وربما
وقف الحياء بها دوين الباب
أهديتها خجلا إلى متغلغل الأ
فكار محصد مرة الآداب
لأبي القريض ابن المعاني بل أخي ال
إعراب حين بفوه والإغراب
ضمن الحسين له وموسى رتبة
في الفضل نافرة عن الخطاب
انظر بعين رضي إلى ما صغته
واعره سمع مسامح وهاب
وتجاوز الخطأ الشنيع واخفه
عن ناظر المتفيهق المغتاب
واجهر إذا أنشدتها في محفل
فعثرت بين عيوبها بصواب