ما هو حجر رشيد.. وكيف ساعد في فك رموز الهيروغليفية؟| سؤال وجواب
في مثل هذا اليوم من عام 1799م، تم اكتشاف قطعة حجرية غامضة ستغيّر مسار علم المصريات إلى الأبد؛ إذ عثر الجندي الفرنسي بيير فرانسوا بوشار، أحد جنود الحملة الفرنسية على مصر، على حجر رشيد، الذي كان يضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة، كان بوابة عبور نحو فهم الهيروغليفية، وحلقة الوصل بين الماضي العتيق والعصر الحديث، وبدونه لكانت الحضارة المصرية ظلت في محل الغموض حتى الآن.
ما هو حجر رشيد؟
- حجر رشيد هو لوح من الجرانوديوريت الأسود، يبلغ طوله حوالي 112 سم، وعرضه 75 سم ، وسمكه 27.5 سم.
- يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد ، في عهد الملك بطليموس الخامس .
- يحتوي على مرسوم ملكي مكتوب بثلاث لغات:
- الهيروغليفية: لغة الكهنة والمعابد.
- الديموطيقية: اللغة العامية للمصريين.
- اليونانية القديمة: لغة الإدارة والحكم في العصر البطلمي.
كيف تم اكتشافه؟
- اكتُشف الحجر يوم 19 يوليو 1799 على يد الضابط الفرنسي بيير فرانسوا بوشار أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت.
- وُجد في مدينة رشيد شمال مصر، أثناء أعمال تحصين قلعة قايتباي.
- أدرك بوشار أهمية الحجر فورًا، بسبب وجود ثلاث لغات عليه، وأُرسل إلى المجمع العلمي الفرنسي في القاهرة.
كيف تم فك رموزه؟
- بعد نقله إلى المتحف البريطاني عام 1802، بدأ العلماء الأوروبيون محاولات فك رموزه.
- العالم البريطاني توماس يانغ اكتشف أن الأسماء الملكية مكتوبة داخل "خراطيش" وأن بعض الرموز تمثل أصوات.
- العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو من فك الشيفرة بالكامل عام 1822:
- استخدم معرفته بـ اللغة القبطية، التي تُعد امتدادًا للمصرية القديمة.
- قارن النص اليوناني بالهيروغليفي، ونجح في تحديد رموز صوتية وأبجدية.
- أعلن اكتشافه في خطاب شهير إلى الأكاديمية الملكية الفرنسية.
محتوى النص المنقوش على الحجر
النص هو مرسوم ملكي من كهنة مدينة منف، يشكرون فيه الملك بطليموس الخامس على:
- تخفيض الضرائب.
- دعم المعابد.
- تحرير السجناء.
- منح امتيازات للكهنة.
- كُتب النص ثلاث مرات بنفس المحتوى تقريبًا، مما ساعد على المقارنة بين اللغات وفك الرموز.
أين يوجد الحجر الآن؟
- بعد هزيمة الفرنسيين أمام البريطانيين، نُقل الحجر إلى المتحف البريطاني في لندن عام 1802.
- يُعرض هناك حتى اليوم، ويُعد من أكثر القطع الأثرية زيارة في المتحف.
- تطالب مصر رسميًا باستعادة الحجر باعتباره جزءًا من تراثها الوطني، لكن المتحف البريطاني يرفض ذلك حتى الآن.
الأثر العلمي والثقافي
- حجر رشيد كان المفتاح لفهم الحضارة المصرية القديمة بعد أن ظلت لغتها مجهولة لأكثر من 1400 عام.
- أدى إلى تأسيس علم المصريات (Egyptology).
- ساهم في ترجمة آلاف النصوص الفرعونية، وفهم الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية في مصر القديمة.