اتفاق وقف إطلاق نار بين سوريا والاحتلال.. والشرع: التدخل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، صباح اليوم الأحد، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، برعاية أطراف إقليمية، وذلك في اليوم الرابع من الاعتداءات التي بدأتها الثانية على أراضي الأولى، تحت مزاعم حماية الدروز.
اتفاق وقف إطلاق النار
وجرى الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث أكد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس السوري، أحمد الشرع، اتفقا بدعم من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، على وقف إطلاق للنار تبنته تركيا والأردن ودول الجوار.
وبدأت إسرائيل الأربعاء الماضي، في شن عدوان على الأراضي السورية، طال أربع محافظات، بما في ذلك العاصمة دمشق، تحت ذريعة "حماية الدروز".
إذ سبق ذلك اندلاع اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء جنوب البلاد، وهو ما أوجب تحرك القوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، غير أنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.
ورفضت القوى الدولية والعربية التدخل الإسرائيلي في الأراضي السورية، مؤكدين على ضرورة احترام سيادة سوريا والقانون الدولي.
وفي ظل هذه الهجمات الإسرائيلية، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، إسرائيل بأنها "تسعى إلى تحويل الأراضي السورية إلى أرض نزاع وتفكيكها منذ سقوط نظام بشار الأسد، نهاية العام الماضي".
واليوم، أكد الشرع، أن التدخل الإسرائيلي أعاد توتير الأحداث، ودفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، وهو ما استدعى تدخّل وساطات أميركية وعربية لاحتواء التصعيد، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن التوصل إليه.
وللإشارة، تريد إسرائيل جعل جنوب سوريا حيث السويداء خاليًا من السلاح، بما يضمن أمن حدودها مع هذا البلد العربي، حيث صرح قادتها بهذا مرارًا.
وتتخذ إسرائيل من حماية الدروز مظلة لتحقيق هذا الغرض، رغم أن معظم قادة هذه الطائفة أكدوا أكثر من مرة رفضهم أي تدخل خارجي في شؤون البلاد، كما تؤكد السلطات حرصها على ضمان حقوق متساوية للطوائف كافة.
انفراجة في السويداء
وفي أعقاب هذه التطورات، أعلنت الرئاسة السورية، اليوم، عن وقف شامل لإطلاق النار في جميع المناطق، استجابةً للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصًا على حقن الدماء وحماية وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها.
جاء ذلك بالتزامن مع بدء قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق بالسويداء، لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار والحفاظ على النظام العام وتأمين حماية المواطنين وممتلكاتهم، بما يعزز التهدئة والاستقرار، حسب الرئاسة.
وحذّرت من أي خرق لهذا القرار، مؤكدة أن ذلك سيُعد انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية، وسيواجه بما يلزم من إجراءات قانونية، وفقًا للدستور والقوانين النافذة.
ويُعد اتفاق وقف إطلاق النار هذا "الرابع" منذ بدء الاشتباكات الأحد الماضي، حيث لم تلتزم الأطراف بثلاثة اتفاقات سابقة.