رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صرخات لا تسمع.. غزة تموت جوعًا

20-7-2025 | 18:14


المجاعة في غزة

محمود غانم

تستغرق شاحنات المساعدات دقائق معدودة لعبور معبر رفح من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني، وهو الوقت الكفيل بإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني من الموت جوعًا، إذا ما سمحت إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية عبر فتح المنافذ الحدودية المغلقة منذ مطلع مارس الماضي.

ورغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، يقف العالم متفرجًا على ما يتعرض له سكان قطاع غزة، الذين يواجهون خطر الموت جوعًا، بسبب النقص الحاد في المياه والطعام، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات، في مشهد يُوصف بأنه إمعان في سياسة الإبادة الجماعية.

وقد بلغت المجاعة ذروتها بعد مرور 140 يومًا على إغلاق المعابر، بالتزامن مع حرب مدمرة مستمرة منذ نحو 22 شهرًا، أتت على كل ما يصلح للحياة من غذاء وماء ودواء.

وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، دون تدخل دولي عاجل لإدخال المساعدات، فإن أكثر من مليوني إنسان في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك جوعًا وعطشًا.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، توفي أكثر من 18 فلسطينيًا نتيجة الجوع، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وسط تحذيرات من أن مئات آخرين قد يلقون المصير ذاته إذا استمر الوضع على حاله.

ويقول مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن القطاع على أعتاب مرحلة الموت الجماعي، جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يومًا.

سياسة التجويع

وأكد مكتب الإعلام على تعمد إسرائيل ممارسة سياسة التجويع كجزء من حرب الإبادة التي تشنها ضد سكان غزة من خلال منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحليب الأطفال، والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، في ظل نفاد الغذاء والدواء.

وقال إن "العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكنًا"، مؤكدًا أن القطاع أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث.

ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار، تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة من أن مئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود.

الطعام على الأبواب

وبينما يلقى الفلسطينيون حتفهم في غزة جراء الجوع والعطش والمرض، تقف أطنان من المساعدات الإنسانية متكدسة على معبر رفح، عاجزة عن الدخول بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال، تلك هي الرسالة التي وجّهتها حركة "حماس" إلى العالم.

وأكدت حماس، أن ما يجري في قطاع غزة "جريمة كبرى" يُستخدم فيها القتل والتجويع والتعطيش أداة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.

وشددت على أن هذه الإبادة تستدعي من العالم تحركًا فوريًا لرفع هذه المأساة الإنسانية التي تُمعن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة مجرم الحرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعميقها، وفق قولها.

وتساءلت: "كيف يرضى العالم وكل من له ضمير حي ببقاء آلاف الأطنان من المساعدات متكدّسة خلف معبر رفح، بينما يموت الناس في غزة من الجوع والعطش والمرض؟!"

"كيف يصمت العالم عن وفاة أكثر من سبعين طفلًا بسبب سوء التغذية، وأغلب سكان قطاع غزة يتعرّضون للموت الجماعي، جرَّاء الحصار وسياسة التجويع المُعلَنة التي يفرضها الاحتلال على القطاع منذ مائة وأربعين يومًا".

وقد أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أنها تمتلك مخزونًا غذائيًا كافيًا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال في المستودعات بانتظار السماح بدخوله من قبل السلطات الإسرائيلية.