رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد سريان وقف إطلاق النار| بدء خروج المحتجزين في السويداء.. والمبعوث الأمريكي يحمّل الحكومة السورية المسؤولية

21-7-2025 | 15:28


السويداء السورية

أماني محمد

دخل اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الكامل في السويداء بجنوب سوريا، تواصلت جهود التهدئة واحتواء الموقف بعد ثمانية أيام من الاشتباكات في المدينة الجنوبية بسوريا، أسفرت عن مقتل ما يزيد عن ألف شخص، فيما تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلية لقصف أنحاء من السويداء ودمشق بزعم حماية الدروز.

خروج المحتجزين في السويداء

وبدأت صباح اليوم الاثنين، عملية إجلاء عوائل البدو، التي كانت محتجزة في مدينة السويداء، وذلك بجهود حثيثة بذلتها وزارة الداخلية السورية من أجل التوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء بسبب الظروف الراهنة، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا، عن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، تأكيده الالتزام الكامل بتأمين خروج العائلات المحتجزة والراغبين بمغادرة محافظة السويداء من جميع الشرائح، مع توفير إمكانية الدخول إليها للراغبين بذلك، لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمان إلى المحافظة.

وأشار العميد الدالاتي إلى أنه تم فرض طوق أمني في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها، للحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة.

اشتباكات السويداء

وأسفرت الاشتباكات في السويداء عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمسلحين على حد سواء، حيث وثق المرصد السوري خلال الأيام الماضية مقتل 1120 شخصًا، من ضمنهم 194 عملية إعدام وتصفية.

وأكدت وزارة الخارجية السورية مواصلتها التنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، لمتابعة التطورات عن كثب لإيصال جميع المساعدات اللازمة إلى أهالي السويداء، وضمان عودة جميع النازحين إلى منازلهم بأمان.

وشهدت محافظة السويداء، خلال الأيام الماضية، اشتباكات بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة، أدت إلى وقوع العديد من الضحايا وتهجير مدنيين، فيما تم التوصل إلى اتفاق جديد يتضمن وقفًا لإطلاق النار بضمانة أمريكية.

فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن السويداء شهدت صباح اليوم، الإثنين، خروقات محدودة في الجهة الشمالية الغربية من المحافظة، بالتوازي مع هدوء حذر يسود باقي المناطق، وذلك بعد ليلة من المحادثات المكثفة التي أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة، والجانب الأمريكي، وإسرائيل، في ظل استمرار انسحاب مسلحي العشائر من أطراف المحافظة.

وينص الاتفاق على إطلاق سراح متبادل للأسرى، حيث بادر الجانب الدرزي بالإفراج عن نحو 1300 أسير من أبناء العشائر، كبادرة حسن نية، من دون الحصول على مقابل فوري، كما ينص الاتفاق على إطلاق سراح باقي أسرى العشائر البدو، إلى جانب عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية خلال 48 ساعة، مقابل إفراج الطرف الآخر عن 110 أسرى دروز محتجزين لديه.

كما ينص الاتفاق على السماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية والصحية إلى داخل السويداء، وتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول ما جرى خلال فترة التصعيد، إضافة إلى التفاهم على فتح معابر دولية للسويداء ومنع دخول أي قوى أمنية أو عسكرية مجددًا تحت أي ذريعة.

فيما أكد حكمت الهجري، المرجعية الروحية الأبرز للطائفة الدرزية في السويداء، التزام الطرف الدرزي ببنود الاتفاق، مشددًا على أن عملية تبادل الأسرى تمثل خطوة أساسية لتثبيت الهدنة، مشددًا على ضرورة إخراج قوات العشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من المحافظة بشكل كامل، معتبرًا أن أي خرق للاتفاق سيستدعي تدخلًا سريعًا من الدولة السورية لتفادي انهيار التفاهمات.

ومن المقرر أن يُعقد ظهر اليوم اجتماع تقييم مشترك لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان استدامة التهدئة في المنطقة.

وبحسب مصادر المرصد، فقد بدأ تنفيذ الاتفاق بمغادرة عائلات البدو “الراغبة” أراضي محافظة السويداء، في وقت يشهد فيه ريف المحافظة هدوءًا حذرًا وسط ترقب لمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق، ومن المقرر أن تُعرض تفاصيل إضافية لاحقًا ضمن ملحق للاتفاق، تشمل ملفات حساسة، أبرزها ترتيبات تبادل الأسرى الذين جرى احتجازهم خلال أيام القتال.

وقال المرصد إنه وصلت حافلات تقل العشرات من عائلات البدو الذين كانوا محتجزين في مدينة السويداء إلى محافظة درعا، تحت إشراف المسلحين الدروز وتم تسليمهم لقوات الأمن الداخلي التي انتشرت بشكل كبير في ريف السويداء الشمالي وعلى طريق دمشق-السويداء، وطريق السويداء-درعا، وذلك تطبيقا للاتفاق الذي من المفترض أن يتم الإفراج عن نساء مختطفات من أبناء الطائفة الدرزية، وسحب المسلحين من عشائر البدو.

 

واشنطن تحمل الحكومة السورية المسؤولية

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، إن بلاده تتابع التطورات في محافظة السويداء "بقدر من القلق والألم والرغبة في المساعدة"، واصفًا ما جرى في سوريا مؤخراً بأنه أمر مروع.

وفي تصريحات له اليوم، شدد المبعوث الأمريكي على ضرورة "تحمّل الحكومة السورية لمسؤوليتها، ومحاسبة من تسببوا في الانتهاكات"، مؤكدًا أن "دمج الأقليات في بنية السلطة هو أمر بالغ الأهمية من أجل مستقبل سوريا".