ضربت سيدة روسية مثالًا مبهرًا للشجاعة حينما خاطرت بحياتها ودخلت وسط مياه الفيضان من أجل إنقاذ بجعة مصابة عجز الكثيرون عن الوصول إليها.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن يكاتيرينا تشيريبانوفا، البالغة من العمر 35 عامًا، قرأت منشورًا تحذيريًا في مجموعة محلية لسكان مدينة تشيتا بسيبيريا، يُبلغ عن وجود بجعة مصابة على ضفاف نهر "تشيتا" وسط فيضان غير مسبوق ضرب المنطقة، ما دفعها للتحرك الفوري لإنقاذها.
وأوضح المنشور أن الطائر لا يستطيع الطيران، ويتحرك بصعوبة على اليابسة، بينما لاحظ شهود إصابة جناحه، ما يهدد بموته في أي لحظة.
وعلى الفور انطلقت يكاتيرينا إلى الموقع، رغم تصاعد منسوب المياه وخطورة الوضع، وهناك التقت بشاب يحرس الطائر من الكلاب الضالة، وتبيّن لاحقًا أنه نجل السيدة التي نشرت الاستغاثة.
وبمساعدة أدوات بسيطة ووسائل مرتجلة، بدأ الثنائي مهمة إنقاذ محفوفة بالمخاطر، إذ كادت تيارات المياه الجارفة أن تسقطها أرضًا وتجرّها مع السيل، في حين كانت البجعة تقاوم وتفرّ كلما اقتربا منها.
وبعد أكثر من ساعة من المطاردة والجهد، نجحت السيدة في الإمساك بالبجعة المنهكة، ولفّتها بحرص في بطانية، ثم نقلتها إلى منزلها لتقديم الإسعافات الأولية، حيث لاحظت وجود كسر مفتوح في الجناح ونزيف حاد، فسارعت إلى تطهير الجرح ووقف النزيف، ثم عرضت الطائر على طبيب بيطري متخصص، فأكّد بدوره أن الحالة خطيرة، وأن الجناح لا بد من بتره لإنقاذ حياة البجعة.
غير أن حديقة الحيوانات المحلية رفضت استضافة الطائر بعد العملية، فتولّت يكاتيرينا مسؤولية رعايته في منزلها، وخصّصت له مساحة داخل غرفة البخار (الساونا)، وجهّزتها بالتبن وماء وخضروات طازجة، ووضعت له حوضًا للسباحة، وبدأت بإطعامه قسرًا باستخدام ملعقة بعد أن رفض الطعام بسبب التوتر والخوف.
وأطلقت يكاتيرينا على البجعة اسم "بيتروفيتش"، وتعلّقت بها عاطفيًا، خاصة بعد أن بدأت تُظهر علامات الثقة وتتناول الطعام بنفسها.
واليوم، وبعد أن تحسّنت حالة البجعة تدريجيًا، تستعد لنقلها إلى منزل جديد، حيث ستتولى رعايتها سيدة متخصصة في الطب البيطري، كما تمتلك مزرعة خاصة فيها طيور من أنواع متعددة، إلى جانب بركة مياه طبيعية.