رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رئيس لبنان: «زياد الرحباني كان حالة فكرية وثقافية متكاملة وصوتًا متمردًا على الظلم»

26-7-2025 | 12:50


الرئيس اللبناني

دار الهلال

أعرب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، عن حزنه الشديد لوفاة الفنان الكبير زياد الرحباني الذي غيبه الموت اليوم/السبت/، بعد مسيرة فنية استثنائية تركت بصمتها العميقة في الوجدان الثقافي اللبناني.

وتوفى زياد عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض.

وقال عون :"زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر، كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا متمرّدًا على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها".

وتابع عون:" لقد كان زياد امتدادًا طبيعيًا للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند.. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة".

واختتم قائلا إن :"أعمال زياد الكثيرة والمميزة ستبقى حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه ومسرحياته النابضة بالذاكرة والحياة، نبراسًا للحرية ونداء للكرامة الإنسانية ".

ومن جانبه، أعرب رئيس وزراء لبنان، نواف سلام، عن شعوره بالألم نتيجة وفاة الفنان الكبير زياد الرحباني الذي غيبه الموت اليوم/السبت/، بعد مسيرة فنية استثنائية تركت بصمتها العميقة في الوجدان الثقافي اللبناني.

وكتب سلام عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي/إكس/، :" بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا مبدعاً استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة، زياد جسّد التزامًا عميقًا بقضايا الإنسان والوطن".

وأضاف، "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية أتقدّم من القلب بأحر التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم". 

وبدوره، نعى وزير الثقافة اللبناني، الدكتور غسان سلامة، الفنان زياد الرحباني الذي غيبه الموت اليوم/السبت/، بعد مسيرة فنية استثنائية تركت بصمتها العميقة في الوجدان الثقافي اللبناني والعربي.

وكتب غسان سلامة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي/ اكس/ ناعياً زياد الرحباني: "كنا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".

ووُلد زياد الرحباني في 1 يناير عام 1956، وهو ابن الفنانين الأسطوريين فيروز وعاصي الرحباني، وعمل ملحنا وكاتبا مسرحيا وناقد سياسيا ومعلقا إذاعيا وصحفيا.

وانطلق فنيًا في سنوات المراهقة، وبدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية"، وكتب ولحن لاحقًا لوالدته فيروز أغاني خالدة مثل "كيفك إنت" و "بلا ولا شي".

ويُعد زياد الرحباني أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر، حيث أصدر مسرحياته الثورية مثل: سهرية، ونزل السرور، وحاجة فاشلة، وبالنسبة لبكرا شو؟، وفيلم أمريكي طويل وغيرها.

وتميزت أعماله بالنقد الاجتماعي والسياسي بأسلوب فني ساخر، وأصبح له جمهور كبير في لبنان والعالم العربي، وعرف بتأييده لفكرة المقاومة، واستمر في دعم القضية الفلسطينية.

وشكل زياد الركيزة الثقافية الثالثة بعد والديه الفنية، وقدم رؤية جديدة للمسرح العربي المعاصر، جمعت بين الموسيقى، والكوميديا، والسياسة والجرأة.

ورغم العزلة الفنية نسبياً في السنوات الأخيرة، ظل محتفظًا بمكانة فنية رفيعة لدى فئة واسعة من الجمهور والمثقفين، ولكن يبقى رحيل زياد الرحباني خسارة كبرى للثقافة اللبنانية والعربية.