رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«ملتقى الهوية والاستدامة» بسوهاج يناقش توثيق المزارات والأغنية الشعبية والأزياء التراثية

26-7-2025 | 14:07


جانب من الندوة

تواصلت فعاليات ملتقى "سوهاج.. الهوية والاستدامة"، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ببيت ثقافة أخميم، في إطار برامج وزارة الثقافة، وبحضور العديد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالتراث والثقافة.

استهلت الجلسة الثالثة ببحث الدكتور وائل محمد متولي إبراهيم، الخبير بإدارة التخطيط العمراني بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعنوان: "التوثيق المكاني لعمارة المزارات الدينية والأضرحة في مدينة سوهاج باستخدام التكامل التطبيقي".

عرض د. متولي أهمية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) بوصفها أدوات حديثة تتيح إمكانات كبيرة في التوثيق والاستشارات عن بعد، مشيرا إلى أن فهم السمات المكانية يسهل جمع وتحليل البيانات الميدانية. وأوضح أن استخدام قواعد البيانات الرقمية يمكن من إنتاج خرائط متعددة الرموز والوظائف، وتقديم الجهد البحثي في صورة رقمية قابلة للتطوير.

وأبرزت نتائج البحث أهمية نمذجة معلومات البناء (BIM) في توثيق المباني التراثية، وانتهى إلى توصية بإعداد أطلس رقمي سياحي لتسويق المزارات الدينية وإتاحتها للزائرين والباحثين عبر جولات رقمية.

التربية عبر أغنية الطفل الشعبي

عقب ذلك، قدمت الدكتورة إيمان كمال، مدرس الأدب الشعبي بجامعة سوهاج، ورقة بحثية بعنوان: "دور أغنية الطفل في التربية"، أوضحت فيها أن الأغنية الشعبية تمثل نصا ثقافيا حيا يحمل العادات والتقاليد، وله أبعاد نفسية واجتماعية وتربوية.

وصنفت د. إيمان الأغاني إلى أنواع، منها: أغاني الهدهدة، والترقيص، والسبوع، والأغاني المرتبطة بالطبيعة، وأغاني الألعاب، مؤكدة دورها في تنمية الذاكرة، وتحسين النطق، وتعزيز الذكاء وسرعة البديهة.

وأوصت الباحثة بضرورة حفظ الأغاني الشعبية ميدانيا، وتوثيقها ضمن أرشيف أطلس المأثورات، كما وجهت الشكر للدكتورة الشيماء الصعيدي لجهودها البحثية، مشددة على أهمية التعاون بين أطلس المأثورات الشعبية وقصر ثقافة سوهاج ومركز البحوث في دعم هذا النوع من التراث.

الأزياء الشعبية بين الإبداع والهوية

وفي عرض بصري غني بالتفاصيل، قدمت الدكتورة سلوى محمد بحثا بعنوان: "الإبداع الفني للأزياء الخاصة بالرجال والنساء في سوهاج"، تناولت فيه مكونات الزي التقليدي مثل الجلباب، القفطان، العباية، السروال، الصديري، الشال، الطواقي، القباقيب، النعال، الجوارب، إضافة إلى المكملات كالعصا والخواتم والوشم.

واستعرضت الباحثة كذلك ملابس النساء التقليدية مثل البردة، وأحذية التراث النسائية، موضحة الفرق بين الأزياء الشعبية والتراثية، وأثر التحولات الاقتصادية، خاصة العمالة بالخليج، على تغير أنماط الملابس.

وأوصت د. سلوى بإقامة معارض ومؤتمرات للحرف اليدوية والأزياء التراثية، وإطلاق مجلة تراثية متخصصة. وتدريس مادة التراث الشعبي في المدارس للحفاظ عليه من الاندثار.

من جهتها، أوضحت الدكتورة الشيماء الصعيدي مدير عام أطلس المأثورات الشعبية أن أطلس المأثورات يسعى لتحويل إنتاجه إلى قاعدة بيانات رقمية متاحة للباحثين والجمهور، مع إمكانية إنشاء خريطة تفاعلية وطنية للموتيفات والعناصر التراثية.

وأكدت د. الشيماء أهمية الدمج بين الدراسة الميدانية والبحث الأكاديمي لحماية التراث، وأعلنت الدكتورة منار عبد الرازق بدء مركز دراسات الفنون الشعبية بالفعل في إعداد خريطة تفاعلية للمنتج التراثي البدوي.

واختتمت الجلسة بحوار مفتوح بين الباحثين والحضور، عكس ثراء الموضوعات وتعدد زوايا التناول، في إطار سعي جاد لصون التراث وتعزيز الاستدامة الثقافية. أعقبه فقرة فنية لفريق كورال أطفال قصر ثقافة الطفل بسوهاج.

وتقام جلسات الملتقى على مدار يومين بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين بالتراث، ويصاحبها عروض فنية وورش حرفية. وينفذ الملتقى من خلال الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر وفرع ثقافة سوهاج، بإدارة أحمد فتحي.