خاص| حملات مشبوهة لتشويه صورة مصر.. وسياسيون: ندفع ثمن رفض تهجير الفلسطينيين ومواجهة الإرهاب
عادت من جديد الحملات الإعلامية التي تستهدف تشويه صورة الدولة المصرية، لا سيما فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية، حيث تروج مزاعم بأن مصر تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في تجاهل متعمد لدور دولة الاحتلال التي يعي العالم بأسره أنها تفرض حصارًا شاملاً على القطاع منذ نحو 19 عامًا، ضمن سياسة تجويع ممنهجة، ليست وليدة الأزمة الراهنة، بل طالما تفاخرت بها إسرائيل علنًا.
وفي تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أكد سياسيون أن هذه الحملة الدعائية تأتي في أعقاب إفشال تحركات حركة "حسم" الإرهابية، مشيرين إلى أن الجماعات الإرهابية تقف وراء تلك الحملات التي تهدف إلى النيل من صورة مصر وتقليب الرأي العام ضدها.
وشدد السياسيون على أن ما يُثار لا يعدو كونه دعاية مغرضة، تستوجب تحركًا إعلاميًا جادًا لتوضيح الحقائق، وكشف الصورة الزائفة التي تروجها بعض الجهات المعادية.
مخططات تشويه
أكد خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن حركة "حسم" الإرهابية تلقت هزيمة قاسية بعد إفشال محاولاتها لزعزعة استقرار الدولة المصرية، وهو ما دفع أذرع الجماعات الإرهابية الإعلامية إلى تصعيد هجماتها ضد مصر، في محاولة يائسة لتغطية فشلها.
وأوضح فؤاد، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الحملات الإعلامية الممولة التي تستهدف الدولة المصرية، لا تُعدو كونها صرخات متشنجة من تنظيمات لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقال إن محاولات تشويه صورة مصر والزج بها في مزاعم المشاركة في حصار غزة، تأتي ضمن حملة ممنهجة تنفذها جهات معادية، على رأسها كتيبة "8200" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تقود حملات إلكترونية مدفوعة الأجر لتضليل الرأي العام.
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي هو من يستهدف القوافل ويغلق المعابر، بينما ترفض مصر تسليم القوافل إلى من يقتلها ويحرقها. المخطط يستهدف افتعال مواجهة بهدف زعزعة الاستقرار، وتنفيذ الأجندات المعادية للدولة".
وأشار رئيس حزب الشعب الديمقراطي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجهض مخططًا خطيرًا يعود لعام 2012، كانت تسعى خلاله الجماعة إرهابية إلى منح 1600 كيلومتر مربع من أرض سيناء لتهجير الفلسطينيين، وهو ما رفضته الدولة المصرية تمامًا، وعملت على حماية الأراضي المصرية وتعزيز التنمية والاستقرار فيها طيلة السنوات الماضية.
وتابع فؤاد: "ما يزعج هؤلاء هو نجاح الدولة في حماية سيناء ومحاربة الإرهاب لسنوات طويلة، ولهذا يواصلون حملاتهم المغرضة. ولكننا سنرد عليهم بالحقيقة".
وطالب فؤاد بضرورة تحرك إعلامي واسع لشرح حقيقة ما يجري في معبر رفح، مشددًا على أهمية بث فواصل إعلامية توعوية بالصوت والصورة بين البرامج، لتوضيح أن معبر رفح جزء منه تحت السيادة المصرية، بينما يقع الجزء الآخر تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهو الطرف المسؤول عن إغلاقه وتجويع سكان غزة، دون أي مراعاة للإنسانية.
ودعا رئيس الحزب إلى أن تتحرك الجمعيات الأهلية والأحزاب والمرشحون في الشارع لشرح هذه الحقائق للمواطنين، قائلًا: "لابد أن نشرح للناس في كل محافظة، من الإسكندرية حتى أسوان، أن مصر لم تغلق المعبر، بل تعالج المصابين الفلسطينيين، وتتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني".
واختتم خالد فؤاد تصريحاته بالتأكيد على أهمية تكوين جبهة إلكترونية تواجه الكتائب الممولة التي تشن حربًا إعلامية ضد مصر، قائلاً: "كما يدعمون حساباتهم بالتمويل، علينا أن نواجههم بمحتوى صادق، وخطاب إعلامي مبسط وفعّال، يخاطب الشارع بكل فئاته، ويؤكد أن مصر كانت وستظل الحاضن الأول للقضية الفلسطينية".
أكاذيب تشوه صورة مصر
من جانبه، قال حسن ترك، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، إن الجماعات الإرهابية تسعى بكل قوة لتشويه صورة الدولة المصرية أمام العالم، من خلال بث الشائعات وتزييف الحقائق حول مواقف مصر، وعلى رأس ذلك القضية الفلسطينية، التي تدعم مصر حلها من خلال خيار الدولتين وعلى حدود عام 1967.
وأوضح "ترك"، في حديث لـ"دار الهلال"؛ أن هذه الجماعات تعادي أي محاولة لبناء الدولة أو تحقيق التنمية والاستقرار، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت اليوم محطة جذب استثماري عالمي، وتشهد طفرة تنموية غير مسبوقة في مختلف القطاعات، لا سيما في البنية التحتية والعقارات والسياحة.
وأضاف رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي أن هناك محاولات مستميتة من تلك التنظيمات لإضعاف الدولة، وجعلها شبيهة بدول انهارت بسبب الفوضى، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، وهو ما يدل على خطورة المخطط الذي يستهدف الدولة المصرية.
وكشف أن بعض الجهات المعادية عملت على تنفيذ مخططات خبيثة من خلال إصدار وثائق مزورة مثل بطاقات رقم قومي مزيفة، بغرض تشويه مؤسسات الدولة والتشكيك في تماسكها، مؤكدًا أن هذه الجماعات تدرك تمامًا أن استقرار مصر يمثل تهديدًا حقيقيًا لمصالحها المتطرفة.
وفي السياق ذاته، أشار "ترك" إلى أن هناك تحركات عالمية متصاعدة في مواجهة السياسات الإسرائيلية، تتجسد في مظاهرات ضخمة في مختلف العواصم الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وقال: "رغم محاولات أمريكا الضغط على الدول الكبرى لدعم إسرائيل، فإن الشعوب باتت ترفض هذا النهج، حتى داخل أمريكا نفسها".