تحل اليوم، الأحد 27 يوليو، ذكرى وفاة النجم الكبير فريد شوقي، أحد أعمدة السينما المصرية والعربية، الذي غادر عالمنا عام 1998، بعد مشوار فني حافل امتد لأكثر من نصف قرن، قدّم خلاله ما يقرب من 400 عمل فني، ما بين تمثيل وتأليف وإنتاج.

لكن بعيدًا عن أضواء الكاميرات ومجده الفني، كانت حياة "وحش الشاشة" مليئة بالقصص الإنسانية، ولعل أكثرها شهرة وجدلًا كانت قصة حبه وزواجه من الفنانة هدى سلطان، تلك العلاقة التي جمعت بينهما فنًا وحياة، قبل أن تنتهي نهاية غير متوقعة.

اللقاء الأول.. صدفة في رمضان

بدأت القصة خلال تصوير أحد أفلام فريد شوقي، حين زارت هدى سلطان موقع التصوير مصادفة. لفتت نظر فريد، فاقترب منها بلطف وعرض عليها مشروبًا باردًا، لكنها اعتذرت لأنها كانت صائمة، إذ صادف اللقاء شهر رمضان.

تلك اللحظة العابرة تركت أثرًا واضحًا، فبدأت تتابع أخباره، إلى أن جمعت بينهما بطولة فيلم "حكم القوي"، وهناك بدأت شرارة الحب تشتعل، خلال أحد مشاهد الفيلم، وقع تصرف مفاجئ من فريد شوقي لم يكن مكتوبًا في السيناريو، ما أثار غضب هدى ورفضت استكمال التصوير.

سارع فريد بالاعتذار، وطلب لقاءً خارج التصوير لتوضيح موقفه، لكنها أوقفته قائلة إنها ليست "من إياهم". فما كان منه إلا أن قال بعفوية: "أنا عايز أتجوزك"، لتوافق على الفور، ويتزوجا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم.

15 عامًا من الزواج والفن

دام زواجهما قرابة 15 عامًا، شكلا خلالها ثنائيًا سينمائيًا استثنائيًا قدما معًا أفلامًا أصبحت من علامات السينما المصرية، منها: "جعلوني مجرمًا"، "الفتوة"، "رصيف نمرة 5"، "حميدو"، "العائلة الكريمة"، "الأسطى حسن"، "عبيد الجسد" وغيرها، كما أسسا شركة إنتاج سينمائي.

رزقا بطفلتين، هما ناهد ومها، وكانت ناهد الأقرب لهما، إذ واصلت العمل في المجال الفني كموزعة ومنتجة.

الغيرة والطلاق.. نهاية مؤلمة لحكاية جميلة

رغم الحب الكبير، بدأت الخلافات تتسلل إلى علاقتهما، خاصةً بعد فيلم "امرأة على الطريق" الذي جمع هدى سلطان بـ رشدي أباظة، وهو ما زاد غيرة فريد شوقي.

مرت العلاقة بفترة من التوتر والرسائل المتبادلة، دون استجابة من هدى، إلى أن طلبت الطلاق، وغادرت البيت دون نقاش، وكانت الصدمة الأكبر لفريد حين علم بزواجها من المخرج حسن عبد السلام بعد انتهاء العدة بيومين فقط.

بعد الطلاق.. احترام باقٍ رغم الانفصال

رغم الانفصال، ظل بينهما احترام متبادل، بحسب ما كشفت عنه ابنتهما رانيا فريد شوقي في تصريحات مؤثرة، مؤكدة أن والدها كان يكن حبًا حقيقيًا لهدى سلطان حتى بعد الطلاق، وأن هدى عاشت لاحقًا معهم في المنزل أيامًا عدة بعد وفاة زوج ابنتهما مها، دون أي توتر أو خلاف.

قالت رانيا: "اتجوزوا عن حب وطلقوا عن اقتناع، لكن طول الوقت كان فيه احترام بينهم، وأمي ما كانتش بتغير، وكانت بتستوعب المواقف بحكمة."

فريد شوقي.. نجم لم يغب

ولد فريد شوقي في 30 يوليو 1920، بمنطقة السيدة زينب، وبدأ رحلته في السينما من أربعينيات القرن الماضي، وتحوّل إلى نجم شباك أول في الخمسينات، بأفلام الفتوة والواقعية الشعبية.

تنوعت أدواره من البطل الشعبي إلى الكوميدي والرومانسي، وكتب وأنتج عشرات الأعمال. لُقّب بـ "ملك الترسو"، وترك بصمة لا تُنسى في وجدان الجمهور العربي.