تستعد جمهورية الكونغو الديمقراطية لتكون في قلب حدث دولي كبير مخصص للمعادن الاستراتيجية، وذلك من خلال قمة تعقد يوم الاثنين 21 أغسطس 2025 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بهدف مناقشة مستقبل استغلال المعادن الحيوية كالـنحاس، الكولتان، والكوبالت، والتي تمتلك الكونغو ما يقرب من 80% من احتياطاتها العالمية.

وأفاد موقع "مين" الكونغولي أن هذه القمة، التي ترعاها شركة "سوكام هولدينج سارل" الكونغولية، تنعقد تحت عنوان "قمة المعلومات الاستراتيجية حول الموارد المعدنية بين الولايات المتحدة والكونغو الديمقراطية"، بتنظيم من وكالة الضغط الأمريكية "فون باتن – مونتاجيو – يورك".

وقالت الوكالة الأمريكية – التي يرأسها الدكتور كارل ماركس إيكيمافونا أوكيكي-فون باتن، المستشار السابق للحكومة الأمريكية والكونغرس في الشؤون التعدينية – في تغريدة على منصة "إكس" إنها تتشرف باستضافة القمة في مقر نادي الصحافة الوطني في واشنطن.

وتهدف القمة إلى تشجيع إقامة شراكات مباشرة بين الشركات الأمريكية ونظيراتها الكونغولية، إلى جانب تعزيز الاستثمارات المسؤولة والمستدامة في قطاع التعدين، بما يضمن استفادة المجتمعات المحلية من الموارد الطبيعية.

ومنذ عام 2024، تقود الوكالة الأمريكية حملة ضغط مكثفة لإقناع الإدارة الأمريكية وكبرى الشركات بالدخول في استثمارات استراتيجية في الكونغو، خاصة مع الأهمية المتزايدة لهذه المعادن في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

وتسعى حكومة الكونغو الديمقراطية إلى ترسيخ نموذج تعاون شفاف وآمن في قطاع التعدين، يرتكز على تأمين المناطق المنتجة وضمان حقوق السكان المحليين.

وتأتي هذه القمة عقب توقيع اتفاقية سلام تاريخية بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في يونيو 2025، أنهت نحو ثلاثة عقود من النزاعات المسلحة في شرق الكونغو، وهو ما يفتح المجال أمام استقرار طال انتظاره في واحدة من أغنى مناطق العالم بالمعادن الاستراتيجية.

وفي سياق متصل، تُجري كينشاسا مباحثات متقدمة مع واشنطن بشأن اتفاقية "المعادن مقابل الأمن"، التي تهدف إلى إحلال السلام في ولايتي شمال وجنوب كيفو وتأمين سلاسل الإمداد العالمية من المعادن الحيوية.