رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبل انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. كيف تساعدين طفلك على فهم المشاركة السياسية بأسلوب مبسط؟

31-7-2025 | 13:29


انتخابات مجلس الشيوخ

فاطمة الحسيني

قبل بدء انتخابات مجلس الشيوخ 2025، تنشغل الكثير من الأسر بمتابعة مجريات العملية الانتخابية، سواء من خلال ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر اللافتات والحوارات اليومية حول المرشحين وبرامجهم، ووسط تلك الأحداث الهامة، يمكن لكل أم واعية أن تستغل هذه المناسبة في غرس قيمة كبرى لدى طفلها، وهي المشاركة السياسية، من خلال تعريفه، بأسلوب مبسط، بمفاهيم مثل الانتخاب، التمثيل، المجالس، وتحمل المسؤولية.

من جهتها، أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب وصحة نفسية، وتأهيل سلوكيات غير سوية للأطفال والمراهقين، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال "، على أهمية استثمار الأم للأجواء الانتخابية المحيطة لتربية طفلها على الوعي المجتمعي، وذلك منذ سنواته الأولى، وخاصة في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، حيث يكون الطفل حينها أكثر استعدادًا لتلقي هذه المفاهيم في صورة تربوية مبسطة ومحببة.

وأضافت أخصائية الصحة النفسية، أن هناك الكثير من الطرق التي تساعد الأم في تعليم طفلها بعض المفاهيم البسيطة مثل الانتخاب أو التمثيل أو المجالس النيابية، وغيرها ومنها ما يلي:

-يجب أن تكون البداية المثالية من المدرسة، فهي أول مساحة يمارس فيها الطفل شكلًا مبسطًا من الديمقراطية، كاختيار "رائد الفصل" أو "منسق النشاط"، وهي فرصة ذهبية لتربط الأم بين ما يراه طفلها في بيئته الدراسية وبين ما يدور على الساحة العامة.

-تعد الأجواء الانتخابية فرصة ذهبية لغرس بذور الوعي السياسي والمجتمعي منذ الصغر، بعيدًا عن الشعارات والمصطلحات المعقدة، فبكلمات بسيطة، وأنشطة محببة، وتجارب قريبة من واقعه، تعرف الطفل أن صوته مهم، وأن المشاركة ليست مجرد ورقة في صندوق، بل هي تعبير عن الانتماء، والوعي، والمسؤولية.

-من الممكن استخدام الألعاب والأنشطة لجعل الفكرة مفهومة لدى الطفل، مثل تقسيم الأشقاء وأفراد الأسرة وأبناء الأقارب، إلى مجموعات افتراضية (مجموعة الفراولة، مجموعة البرتقال)، ثم إجراء عملية تصويت لاختيار ممثل عن كل مجموعة، وبهذه الطريقة، يفهم الصغير أن هناك لجانًا متخصصة، مثل اللجنة الفنية التي ينضم إليها من يجيد الرسم، أو لجنة فض المنازعات التي تضم الأطفال الذين يستطيعون حل الخلافات بين أصدقائهم، كما يمكن تشكيل لجنة ثقافية تعنى بقراءة القصص والمسابقات، وغير ذلك.

-الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى طرح الأسئلة، خاصة حين يرون صور المرشحين في الشوارع، أو يسمعون أحاديث الكبار عن الانتخابات، أو عندما تصطحبه الأم للجان الانتخابية أثناء إدلائها بصوتها، وهنا لابد من احترام هذه الأسئلة وعدم تجاهلها، بل استغلالها كفرصة لتقديم شرح مبسط يناسب عمر الطفل، فعلى سبيل المثال، إذا سأل الابن: "من هؤلاء الأشخاص في اللافتات؟ ولماذا توجد صورهم في كل مكان؟"، يمكن للأم أن تجيب: "هؤلاء أشخاص يرشحون أنفسهم لتمثيل منطقتنا، ولهم مهام ومسؤوليات، ونحن نختار من نراه الأفضل من بينهم"، وتحرص على توضيح أن الانتخابات هي جزء من النظام العام الذي يجعل لكل فرد دورًا وصوتًا في المجتمع.

-إدراك الأم أن الهدف من هذا التوجيه المبكر ليس فقط الفهم النظري، بل أيضًا غرس قيم أعمق مثل احترام الرأي الآخر، الصبر، المرونة، تحمل المكسب والخسارة، والقدرة على التعبير عن الذات، وان الصغير حين يربى على أن له رأيًا مسموعًا، وأن الآخرين يحترمونه، يكتسب وعيًا مجتمعيًا راسخًا، كما يتعلم قيمة أن ينتظر دوره، وأن يشارك دون أن يقصي أحدًا، وأن يكون مسؤولًا عن اختياراته، وهو ما يشكل نواة مواطن صالح في المستقبل.