مشهد النهاية كان حقيقيًا.. ذكرى ميلاد طارق عبد العزيز الذي ودّع الحياة أمام الكاميرا
تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل طارق عبد العزيز، الذي وُلد في 4 أغسطس 1968، ورحل عن عالمنا في 16 نوفمبر 2023 عن عمر ناهز 55 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وبرحيله، طوى الفن صفحة فنان مخلص، ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب محبيه عبر بما قدمه من أدوار مميزة في السينما والتلفزيون.
ما يجعل قصة رحيل طارق عبد العزيز أكثر تأثيرًا، أنها جاءت في لحظة عمل، بينما كانت الكاميرا ما تزال تُصوّر، والجمهور لا يزال ينتظر، فقد ودّع عبد العزيز الحياة في أثناء تصوير إحدى مشاهده في مسلسل "وبقينا اتنين"، في لقطة كانت الأخيرة له أمام عدسة المخرج طارق رفعت.
في تلك اللحظات، كان طارق يُجسّد شخصية "شريف"؛ رجل يفتح باب فيلته لاستقبال "نانسي" التي جاءت تطرق الباب، يبادلها كلمات معدودة، قبل أن يدخل الفنان شريف منير الكادر وتبدأ حوارًا جديدًا في المشهد، لحظات هادئة، اعتيادية في عالم التصوير، لكنها كانت فاصلة في حياة عبد العزيز، إذ غادر المكان – لا كممثل يخرج من مشهد – بل كإنسان يغادر الدنيا بأسرها.
القدر شاء أن تكون الكاميرا شاهدة على النهاية، حين أصيب الفنان بأزمة قلبية حادة في أثناء التصوير، لم تمهله طويلًا، تدهورت حالته سريعًا، وتوقفت الحياة في موقع التصوير، ليس فقط احترامًا للحظة، بل لثقل الفقد الذي شعر به الجميع.
أمام هذا الحدث الطارئ، اضطر صناع المسلسل إلى التكيّف مع الموقف الصعب، اكتفوا بما صوّره طارق عبد العزيز من مشاهد، واضطروا لإدخال شخصية جديدة على النص ليتابع الفنان شريف منير خط الأحداث، في محاولة لاستكمال المشروع الفني الذي كان طارق جزءًا حيًا منه.
ورغم رحيله، سيظل طارق عبد العزيز حاضرًا في ذاكرة المشاهدين من خلال أعماله، التي تجسدت فيها إنسانيته وموهبته، وحبّه الصادق للفن، لقد رحل الجسد، لكن بقيت الأدوار، والمشاهد، واللحظات التي أداها بكل صدق، خالدة تشهد على مسيرة فنية قصيرة بالعمر، عظيمة بالأثر.