رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خلال دعوتها المواطنين للمشاركة.. أحزاب: انتخابات "الشيوخ" استحقاق دستوري يجسد تماسك الجبهة الداخلية | خاص

3-8-2025 | 16:42


انتخابات الشيوخ بالخارج

محمود غانم

أكدت أحزاب سياسية أن انتخابات مجلس الشيوخ، المقرر إجراؤها في الداخل يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، تمثل استحقاقًا دستوريًا مهمًا في مسار استكمال مؤسسات الدولة، مما يبرز أهمية مشاركة جموع المصريين في هذا الحدث الديمقراطي.

وشددت الأحزاب، في تصريحات لـ"دار الهلال"، على أن المشاركة الواسعة من المواطنين في هذه العملية الانتخابية توجّه رسالة قوية إلى العالم، تؤكد تماسك الجبهة الداخلية المصرية رغم التحديات الخارجية.

ودعت الأحزاب جموع المواطنين إلى النزول والمشاركة الفاعلة في انتخابات مجلس الشيوخ، باعتباره الغرفة الثانية للبرلمان، والتي تضطلع بدور محوري في العملية التشريعية.

استحقاق مهم

وقد أكد حسن ترك، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، أن انتخابات مجلس الشيوخ تمثل استحقاقًا مهمًا على طريق استكمال مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى تزايد الوعي الشعبي بأهمية هذا الدور وضرورة الحفاظ على استقرار الدولة وأمنها.

وقال ترك، في تصريح لـ"دار الهلال"، إن الشعب المصري يدرك تمامًا أن الحفاظ على مؤسسات الدولة مسؤولية جماعية، لافتًا إلى أن المشاركة الواسعة في التصويت بالخارج، خاصة في الدول العربية، تمثل دلالة واضحة على هذا الوعي الوطني.

وأعرب عن شكره وتقديره للجاليات المصرية في الخارج، لما قدموه من مشهد حضاري يليق بتاريخ مصر، وحرصهم على استكمال المسار السياسي الذي انطلق بعد ثورة 30 يونيو.

وأضاف أن هذه الصورة الإيجابية تعكس رسالة طمأنة بأن الدولة تسير بثبات نحو الاستقرار، رغم التحديات الخارجية والضغوط الاقتصادية.

واختتم ترك تصريحاته بدعوة المواطنين إلى النزول والمشاركة الفاعلة في الانتخابات، باعتبارها استحقاقًا دستوريًا يُعبِّر فيه المواطن عن إرادته الحرة، ويسهم من خلاله في بناء مستقبل الوطن.

 

المشاركة تعبر عن الوعي السياسي

بدوره، أكد خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن انتخابات مجلس الشيوخ تُعد استحقاقًا دستوريًا مهمًا، خاصة وأنها أول انتخابات تُجرى عقب الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما يعكس حيوية المشهد السياسي وتوسع قاعدة المشاركة بين مختلف القوى الوطنية.

وأوضح "فؤاد"، في حديث لـ"دار الهلال"، أن أهمية مجلس الشيوخ تنبع من كونه منصة يجتمع فيها الخبراء والمتخصصون من مختلف المجالات، وهو ما يتجسد في تشكيله الذي يضم 100 عضو منتخبًا بالقائمة، و100 عضو بالنظام الفردي، و100 عضو بالتعيين، ويتوزعون على 14 لجنة نوعية تُعد بمثابة روافد فكرية ومراكز بحثية داخل المجلس.

وأضاف أن المجلس يضطلع بعدة مهام جوهرية، على رأسها مناقشة التعديلات الدستورية، بما يعزز الاستقرار ويصون الحقوق، باعتبار أن الدستور هو "أبو القوانين" وأساس النظام السياسي، كما يختص مجلس الشيوخ بمناقشة المعاهدات الدولية وخطط التنمية الشاملة، إضافة إلى دراسة ما يُحال إليه من الحكومة أو مجلس النواب، فضلًا عن مسؤوليته عن التشريعات المكملة للدستور، حسب قوله.

وفي ما يتعلق بأهمية المشاركة في التصويت، شدد فؤاد على أن النزول إلى صناديق الاقتراع يُعد تعبيرًا مباشرًا عن الوعي السياسي والانتماء الوطني، محذرًا من أن العزوف عن المشاركة دون عذر يُعد موقفًا سلبيًا يعكس لا مبالاة المواطن ويقلل من تأثيره في رسم مستقبل بلده.

وأكد رئيس حزب الشعب الديمقراطي أن المشاركة الفعّالة في هذا الاستحقاق تمثل مساهمة حقيقية في دعم الدولة وتعزيز مؤسساتها، داعيًا المواطنين إلى أداء واجبهم الوطني والمشاركة بفاعلية في العملية الانتخابية.

 

مشاركة في صناعة القرار الوطني

ومن جهته، أكد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن انتخابات مجلس الشيوخ التي تنطلق غدًا داخل مصر تمثل استحقاقًا دستوريًا مهمًا يعكس استقرار الدولة المصرية وإصرارها على استكمال مؤسساتها التشريعية.

وشدد "عبد العزيز"، في حديث لـ"دار الهلال"، على أن وجود مجلس الشيوخ يُضيف عمقًا للعمل النيابي، من خلال تقديم الرأي والمشورة في القوانين والسياسات العامة، والمساهمة في صياغة رؤى استراتيجية تتناسب مع طبيعة التحديات التي تمر بها مصر والمنطقة.

وأوضح عبد العزيز، أن المشاركة الشعبية الواسعة في هذا الاستحقاق ستمثل رسالة واضحة بأن المصريين حريصون على ممارسة حقهم الديمقراطي، وأنهم شركاء في صناعة القرار الوطني، داعيًا المواطنين إلى النزول والمشاركة الإيجابية.

وفي سياق متصل، قال رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن استعدادات حزبه للانتخابات جرت وفق خطة مدروسة، شملت الدفع بكوادر مؤهلة لديها وعي سياسي ورؤية واقعية، كما تم تفعيل لجان الدعم الميداني والتواصل المباشر مع الناخبين، إلى جانب إطلاق حملات توعية لتعريف المواطنين بدور مجلس الشيوخ وأهمية اختيار المرشحين القادرين على تمثيلهم بصدق ومسؤولية.

وأكد أن حزب الإصلاح والنهضة لا يشارك في هذه الانتخابات لمجرد الوجود الرمزي، بل يحمل برنامجًا واضحًا ورؤية شاملة تعكس أولويات المواطن المصري، وتستهدف الدفع بكفاءات قادرة على صياغة سياسات عامة وقوانين تنموية، انطلاقًا من إيمان الحزب بأن المشاركة الجادة في مؤسسات الدولة هي السبيل الأمثل للإصلاح الحقيقي والبناء الوطني.

 

استحقاق يعكس وعي المواطن

وفي ذات الإطار، أكد كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، أن انتخابات مجلس الشيوخ تمثل استحقاقًا دستوريًا مهمًا لاستكمال مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن دور المجلس لم يعد هامشيًا، بل أصبح مكملًا لمجلس النواب، إذ لا يجوز تمرير أي قانون دون عرضه أولًا على مجلس الشيوخ، وإلا يُعدّ باطلًا، حسب قوله.

وأوضح حسنين أن مجلس الشيوخ يضم 300 عضو، بواقع 100 بالتعيين من رئيس الجمهورية، و100 بالانتخاب الفردي، و100 آخرين عبر القوائم، موزعين على أربعة قطاعات تشمل القاهرة، والصعيد، وشرق ووسط الدلتا، ومحافظات القناة وسيناء.

وأضاف أن العملية الانتخابية بدأت رسميًا عقب دعوة الناخبين مطلع الشهر الماضي، ثم تلقي أوراق الترشح، حتى انطلقت فعليًا في الخارج منذ يومين، وتشهد تفاعلًا لافتًا من الجاليات المصرية في 119 دولة، من خلال 136 مقرًا انتخابيًا بالسفارات والقنصليات.

وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات تواصلت عبر الفيديو كونفرانس مع عدد من السفارات، وتابعت نسب الإقبال، التي تفاوتت بحسب حجم الجاليات، إلا أن الرسالة الأهم هي حرص المصريين في الخارج على أداء واجبهم الوطني، رغم بُعد المسافات وظروف العمل.

وقال حسنين: "ما شهدناه في دول الخليج، وفي السعودية تحديدًا، وكذلك في الولايات المتحدة ونيوزيلندا، يؤكد وعي المواطن المصري بالخارج بأهمية المشاركة، ويُحول يوم التصويت إلى ما يشبه العرس الوطني، حيث يجتمع المصريون، يتشاورون، ويتشاركون في أداء حقهم الدستوري".

وأكد رئيس حزب الريادة أن الحزب حرص على توجيه رسائل توعوية إلى المواطنين في الداخل والخارج، يحثهم فيها على النزول والمشاركة واختيار من يرونه مناسبًا، بعيدًا عن أي توجيه حزبي، لأن الأهم هو ممارسة الحق الدستوري.

وأضاف: "ما نراه من مشهد انتخابي بالخارج هو رسالة سياسية للعالم تؤكد أن مصر تعيش حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي، وأن المواطن المصري، سواء داخل الوطن أو خارجه، يقف داعمًا للدولة ومؤسساتها".

وأشار إلى أن تزايد تحويلات المصريين بالخارج بنسبة 70% عن العام الماضي، يعكس هذا الدعم الوطني المتواصل، لافتًا إلى أن المواطن في الداخل أولى بالمشاركة، نظرًا لتوفر اللجان الانتخابية على مقربة من محل سكنه، مقارنةً بما يواجهه المواطن بالخارج من تحديات تتعلق بالمسافة وارتباطات العمل.

وتوجه حسنين في حديثه بالشكر إلى المصريين في الخارج، مؤكدًا أن مشاركتهم المكثفة رسالة قوية بأن المصريين في الخارج لا يزالون أوفياء لوطنهم، حريصين على استقراره، ومشاركين فاعلين في كل استحقاقاته الوطنية.

وأضاف مختتمًا: إن "هذا العرس الديمقراطي سيستكمل غدًا وبعد غد، بما يبعث رسالة للعالم أجمع بأن الدولة المصرية مستقرة، وأن الشعب المصري داعم لقيادته السياسية".