برًا وجوًا.. جهود مصرية مستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة
تواصلت الجهود المصرية لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لتخفيف المعاناة عن القطاع المحاصر، في ظل سياسة التجويع الإسرائيلية واستمرار العدوان لنحو 22 شهرًا، فيما تبذل مصر كل جهدها من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإمداد القطاع بكافة الاحتياجات والمساعدات اللازمة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
قوافل المساعدات المصرية لغزة
واليوم الإثنين، تواصل تحرك قوافل المساعدات المصرية لغزة، حيث انطلقت القافلة السابعة للهلال الأحمر المصري من مصر باتجاه قطاع غزة، والتي ضمت العديد من الأفواج، اصطفت تلك الشاحنات أمام معبر رفح البري تمهيدا لدخولها غزة، وضمت العديد من المكونات الغذائية، حيث شملت المساعدات الغذائية ضمن القافلة آلاف أرغفة الخبز الطازج ضمن السلال الغذائية المتجهة من مصر إلى غزة.
وفي يوليو الماضي، أطلق الهلال الأحمر المصري قوافل "زاد العزة من مصر لغزة"، بهدف تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وتوافدت تلك الشاحنات على القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
وبخلاف المساعدات البرية، يتم تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات، حيث أقلعت 9 طائرات نقل عسكرية من جمهورية مصر العربية على مدار الثلاث أيام الماضية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوى على المناطق التى يصعب الوصول إليها براً بقطاع غزة، جاء ذلك تزامناً مع الجهود المصرية لإستمرار تدفق شاحنات المساعدات براً .
وجاءت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، استمراراً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بتقديم كافة أوجه الدعم للأشقاء الفلسطينيين، وفى ضوء الدور المصرى لمساندة سكان قطاع غزة ومحاولة بث الأمل فى نفوسهم رغم الأوضاع الإنسانية المتردية .
الدور المصري لدعم غزة
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، وفرت مصر 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، هذا بخلاف أوجه أخرى للدعم، حيث نظمت مصر مؤتمراً وزارياً دولياً حول الاستجابة الإنسانية في غزة في ديسمبر 2024، بمشاركة أكثر من 100 وفد لدعم الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، كذلك استقبلت مصر المئات من المصابين والمرضى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.
وأعدت مصر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، وحشدت بنجاح لدعمها من الغالبية العظمي من الدول وتعتزم تنظيم مؤتمراً دولياً لحشد التمويل اللازم لتنفيذها.
فيما تسبب الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة في عدم نفاذ المساعدات بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أن مصر تبذل كل جهدها من أجل إدخال المساعدات، وهذا ليس فقط واجب أخلاقي وإنساني وقانوني، وإنما يصب في تحقيق المصلحة الوطنية من خلال تثبيت الشعب المصلحة الوطنية من الفلسطيني وضمان صموده على أرضه ومنع تهجيره، والحيلولة دون تنفيذ سيناريوهات الوطن البديل" من خلال الضغط على السكان بالتجويع الإفراغ الأرض.
فيما يعد إدخال أكبر قدر من المساعدات يشكل أولوية رئيسية بالنسبة لمصر لأسباب اخلاقية وإنسانية في المقام الأول، وأيضا لضمان وقف مخططات التهجير والمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية من خلال دفع الشعب الفلسطيني لترك أرضه.

ثوابت الموقف المصري
وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر تواصل دورها في التخفيف من معاناة أهالي غزة، وذلك بإرسال قوافل المساعدات الغذائية والإنسانية، مؤكدا أنه منذ بداية الأزمة، تحركت مصر على مختلف المستويات لدعم أشقائها في غزة، سواء عبر المساعدات الإنسانية، أو من خلال المفاوضات والوساطة، أو على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
وشدد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، على أن مصر لم تغلق معبر رفح طوال هذه الفترة، بل كان مفتوحًا من جانبها، بينما كانت العراقيل تأتي من الجانب الإسرائيلي، موضحًا أنه دخلت نسبة كبيرة من المساعدات التي وصلت إلى غزة قادمة من مصر، سواء عبر القوافل البرية أو من خلال الإسقاط الجوي التي تنفذها الطائرات العسكرية المصرية.
ولفت إلى أن مصر تؤكد ثوابتها في هذا الشأن، وهي الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، وإيجاد حل سياسي شامل، ورفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة لا تؤثر فقط على الأطراف المباشرة، بل لها تداعيات على المنطقة العربية والعالم كله، على المستويات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.
وشدد على أن محاولات التشكيك في الدور المصري مغرضة، لأنه من الغريب أن تتركز المظاهرات أمام السفارات المصرية، بما في ذلك السفارة المصرية في إسرائيل، بينما لم تُنظم تحركات مماثلة ضد السفارات الإسرائيلية في الخارج، أو الوزارات الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، رغم أنها الطرف المعتدي الذي يرتكب جرائم الحرب ، مؤكدا أن إثارة الشكوك أو صرف الأنظار عن إسرائيل، التي ترتكب جرائم حرب، لا يخدم القضية الفلسطينية.