"المسلة المعلقة".. رسالة سلام من أرض الحضارة إلى العالم
في تجسيد مبهر لعبقرية المصريين القدماء وروعتهم في الإبداع والإنجاز، كشف المتحف المصري الكبير عن أول ميدان فريد من نوعه في العالم، يحتضن "المسلة المعلقة"، ليكون بوابة ترحيب استثنائية تستقبل زوار المتحف من مختلف أنحاء العالم.
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماع الحكومة اليوم بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة، عن موافقة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تحديد موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، ليكون في الأول من نوفمبر المقبل.
ويعد هذا الحدث نقلة نوعية في المشهد الثقافي والسياحي المصري، إذ يزدان الصرح العالمي بكلمة "مصر" مكتوبة بجميع لغات العالم، في رسالة بصرية وإنسانية فريدة، تؤكد أن أرض الحضارة ما زالت تنبض برسائل السلام والمحبة إلى الإنسانية جمعاء.
المسلة المعلقة
يعد تصميم المسلة فريدًا من نوعه، ليس فقط على مستوى مصر بل والعالم، إذ يهدف إلى إظهار الخرطوش الملكي الخاص بالملك رمسيس الثاني من خلال تعليق المسلة على قاعدة زجاجية شفافة.
خرطوش الملك رمسيس الثاني
يمثل الخرطوش المعروض ختما ملكيا نادرا للملك رمسيس الثاني، ويتيح التصميم المبتكر للزائرين فرصة مشاهدة هذا الخرطوش من أسفل، في مشهد غير مسبوق، وتزين قاعدة المسلة بكلمة "مصر" مكتوبة بجميع لغات العالم، في رسالة ترحيب عالمية.
تعود المسلة المعلقة إلى عهد الملك رمسيس الثاني، وقد عثر عليها في منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، ويبلغ طولها 16 مترًا، أما القاعدة الأثرية فتزن 110 أطنان، كانت المسلة قد تعرضت للكسر وتحولت إلى ثلاثة أجزاء، قبل أن يعيد فريق من المرممين المصريين تجميعها بعناية.
البهو العظيم يستقبل المسلة المعلقة
وتتكون من عمود حجري رباعي الأوجه، يرتكز على قاعدة مربعة، وينتهي برأس هرمي صغير يحمل نقوشًا هيروغليفية ورسومات ذات طابع ملكي وديني، كما تم تخصيص البهو الخارجي بالمتحف المصري الكبير، الذي يمتد على مساحة 28 ألف متر مربع، ليكون موقعًا لأول ميدان للمسلة المعلقة في العالم.
الملك رمسيس الثاني
جدير بالذكر أن رمسيس الثاني هو الملك الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر حكم "1279، 1213 ق.م" فهو الأكثر شهرة والأقوى التي شهدته الإمبراطورية المصرية أطلق عليه حلفاؤه والحكام اللاحقين له لقب "الجد الأعظم"، تميز عصره بالعديد من الإنجازات فقاد العديد من الحملات العسكرية إلى بلاد الشام وسيطر على كنعان، وقاد حملات جنوبًا إلى النوبة ذهب معه اثنان من أبنائه.