رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحزاب سياسية تحذر من خطورة احتلال قطاع غزة.. وتؤكد: لا بد من موقف عربي جاد

8-8-2025 | 17:28


قطاع غزة

محمود غانم

أكدت أحزاب سياسية أن القرار الإسرائيلي باحتلال كامل قطاع غزة ما كان ليصدر لولا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تثبت بذلك أنها طرف شريك في إبادة الشعب الفلسطيني.

ودعت الأحزاب الدول العربية إلى اتخاذ موقف جاد يليق بحجم التحديات والظرف الحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية، محذّرة من أن الاحتلال ليس إلا تمهيدًا لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين.

ثمرة تنسيق إسرائيلي أمريكي 
وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن قرار إسرائيل باحتلال كامل قطاع غزة جاء بدعم كامل من الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، مؤكدًا أن ما تناولته وسائل الإعلام عن خلاف بين ترامب ونتنياهو وتحميل الأول للثاني مسؤولية المجاعة في غزة، يتناقض مع ما يجري على أرض الواقع.
وأوضح "الشهابي"، في حديث لـ"دار الهلال"، أن القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية، جاء ثمرة تنسيق أمريكي–إسرائيلي مشترك. 
وشدد على أن تمرير القرار ما كان ليحدث لولا المواقف الخليجية الداعمة لترامب وإسرائيل، داعيًا الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها القومية في مواجهة هذه الخطوة.
وعن الموقف المصري، أشار الشهابي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اليوم اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفلسطيني، جدّد خلاله موقف مصر الرافض للاحتلال، كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه رفضها التام للقرار، باعتباره موقفًا تاريخيًا ومبدئيًا لمصر منذ أكتوبر 2023، يتسق مع دعمها الثابت للحقوق الفلسطينية.
وأكد رئيس حزب الجيل الديمقراطي في تصريحاته على أن مصر ستظل السند الأكبر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967.
وشدد على أن الموقف المصري سيبقى حجر عثرة أمام مخططات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الرامية لتهجير الفلسطينيين أو احتلال القطاع.

حلقة جديدة لإبادة الفلسطينيين 
ومن جانبه، قال حسن ترك، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، إن قرار إسرائيل احتلال قطاع غزة بالكامل يمثل حلقة جديدة في مسلسل الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذا المخطط يتم بدعم واضح من الولايات المتحدة.
وأوضح "ترك"، في حديث لـ"دار الهلال"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حاسمًا منذ البداية في رفض أي شكل من أشكال التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، مؤكدًا أن ما يجري اليوم يضع العالم أمام اختبار حقيقي لضميره الإنساني.
وأضاف: "نشهد صمتًا عالميًا مريبًا، فالمؤسسات الدولية والدول الكبرى ترى ما يحدث من إبادة وتهجير ومجاعة، بينما تعجز أو تتقاعس عن التحرك. في الوقت نفسه، تُنهب المساعدات الإنسانية من قبل مرتزقة – بعضهم فلسطينيون وآخرون من جنسيات أخرى – وتُباع بأسعار باهظة للفلسطينيين المحتاجين".
وأشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى أن ما يحدث في غزة اليوم يذكّر بمجازر البوسنة، مع فارق أن الجرائم تُبث مباشرة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، موثقة مشاهد المجاعة المفروضة على الأطفال وتجويع الرجال وكبار السن، في ظل تجاهل مفضوح من بعض الحكومات الغربية.
وشدد على أن الاحتلال الكامل لغزة ليس إلا مقدمة لمخطط تهجير الفلسطينيين، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الحرب، ومؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يقف صامدًا رغم الكارثة الإنسانية، بينما يعاني الجيش الإسرائيلي نفسه من أزمات داخلية، من بينها حالات انتحار بين جنوده نتيجة الهلع من استمرار الحرب.
واختتم حسن ترك قائلاً: "نأمل أن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة تحركًا عالميًا جادًا يفرض وقف الحرب والدمار، حتى لو كان ذلك غصبًا عن الاحتلال"، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ موقف جادة يرتقي بحجم الظرف الحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية.

احتلال قطاع غزة 
ووافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، اليوم، على خطة احتلال كامل قطاع غزة، بزعم تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حركة "حماس" وإعادة المحتجزين.
وفي سياق هذا التصعيد، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للسيطرة على مدينة غزة، مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال، حسب زعمه.
وبحسب البيان، فإن "الكابينت" اعتمد بأغلبية الأصوات ما وصفها بـ"المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، وهي: نزع سلاح حركة "حماس"، وإعادة جميع الأسرى سواء أكانوا أحياء أو أموات، وجعل القطاع خاليًا من السلاح، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة ما أسماه بـ"إدارة مدنية بديلة" بعيدًا عن "حماس" والسلطة الفلسطينية.