بعد عقدين من الدراسة.. جينات القرش الأبيض الكبير تثير حيرة العلماء
كشف تقرير حديث أن العلماء لا يزالوا يشعرون بالحيرة بسبب جينوم القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias)، في ظل مجموعة من التحليلات الوراثية الحديثة التي تكشف عن تعقيدات أعمق مما كان متوقعًا.
وبحسب موقع ساينس أليرت، فإن دراسة الحمض النووي بدأت منذ أكثر من عقدين، إلا أنها لا تزال تطرح أسئلة أكثر من الأجوبة.
وخلصت دراسة إلى أن القرش الأبيض الكبير لا يُشكل نوعًا عالميًّا موحدًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل ينقسم إلى ثلاث مجموعات وراثية مميزة.
وتعود أصول هذه المجموعات إلى سلالة مشتركة انقسمت قبل نحو 10 آلاف عام، عقب انحسار العصر الجليدي الأخير، الذي تسبب في تراجع أعدادها بشكل كبير.
وتتمركز المجموعات الثلاث في مناطق مختلفة: واحدة في شمال المحيط الهادئ، والثانية في جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي، والثالثة في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية إعادة تقييم فهمنا لتطور وتنوع هذا الكائن البحري الفريد.
وبغض النظر عن الطريقة التي حاول بها الباحثون شرح هذه المجموعات باستخدام المحاكاة التطورية، فإنهم يظلون يصلون إلى طريق مسدود تلو الآخر.
ويقول جافين نايلور، المؤلف الرئيس للدراسة ومدير برنامج فلوريدا لأبحاث أسماك القرش في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي: "الإجابة العلمية الصادقة هي أننا لا نملك أي فكرة".
وفي حين أن الحمض النووي لجميع مجموعات أسماك القرش الثلاث هو نفسه في الغالب، فإن الحمض النووي للميتوكوندريا الخاص بها متميز بشكل مدهش، حيث يتم وضع الحمض النووي داخل نواة الخلية (ومن هنا جاءت التسمية)، ولكن يتم وضع الحمض النووي للميتوكوندريا داخل الميتوكوندريا، التي تنتج الطاقة للخلية.
على عكس الحمض النووي النووي الموروث من كلا الوالدين، فإن الحمض النووي للميتوكوندريا (mtDNA) يُورث عادة من الأم وحدها في معظم الكائنات متعددة الخلايا، بما في ذلك أسماك القرش.
وبسبب هذا، لطالما استخدمه علماء الأحياء لتتبع سلالات الأمهات وفهم توزيع السكان ومسارات هجرتهم
لكن عند دراسة أسماك القرش البيضاء الكبيرة، لم تثبت هذه الطريقة فاعليتها. رغم استخدام إحدى أوسع قواعد بيانات الحمض النووي الخاصة بهذا النوع على مستوى العالم، لم يتمكن العلماء من التوصل إلى نتائج حاسمة.