رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبير قانون دولي: ترشح ترامب لنوبل السلام مهزلة دولية في ظل دعمه المباشر لإبادة الشعب الفلسطيني| خاص

12-8-2025 | 23:08


الدكتور مهران

محمود غانم

وصف الدكتور محمد محمود مهران خبير القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي الحديث عن ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام بـ"المهزلة الدولية الكبرى"، مؤكداً أن محاولة تقديم ترامب كرجل سلام في ظل دعمه المباشر والصريح للإبادة الجماعية في غزة تمثل إهانة بالغة لضمير الإنسانية، وتدنيساً لذكرى ملايين الضحايا الأبرياء الذين سقطوا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي بدعم أمريكي لا محدود.

وأكد الدكتور مهران في تصريحات  لبوابة "دار الهلال"، أن ما يُسمى باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان، والذي وقع في البيت الأبيض مؤخراً، لا يعدو كونه صفقة اقتصادية مقنعة تهدف لتأمين الحصول على حقوق حصرية لتطوير ممر ترانزيت استراتيجي يحمل اسم ترامب، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق لم يحل الصراع الحقيقي بين البلدين، بل فرض واقعاً جديداً يخدم المصالح الأمريكية على حساب حقوق الشعب الأرمني الذي تعرض للتهجير القسري من أراضيه التاريخية.

وشدد أستاذ القانون الدولي على أن الحديث عن جهود ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يفتقر للمصداقية التامة، خاصة وأن سياساته الخارجية تتسم بالازدواجية الفاضحة، حيث يدعي السعي للسلام في منطقة ويدعم الحرب والدمار في منطقة أخرى، مؤكداً أن ترامب هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الحروب والأزمات الحالية، خاصة الكارثة الإنسانية في غزة التي تشهد أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ المعاصر.

وأوضح مهران أن خطابات ترامب المستمرة تحض على العدوان والكراهية ضد الشعوب العربية والإسلامية، وتشجع الكيان الصهيوني على مواصلة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن دعم ترامب اللامحدود لإسرائيل، وتوفيره الأسلحة الفتاكة التي تستخدم في قتل الأطفال والنساء الأبرياء في غزة، يجعله شريكاً مباشراً في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وليس مرشحاً لجائزة السلام.

وأكد أن القانون الدولي واضح وصريح في تعريف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ووفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن كل من يدعم أو يحرض على ارتكاب هذه الجرائم يعتبر شريكاً فيها ويجب محاسبته، مشيراً إلى أن ما يقوم به ترامب من دعم مطلق لإسرائيل في حربها الإبادية ضد غزة يضعه في خانة المتهمين وليس في خانة المرشحين لجوائز السلام.

وانتقد الدكتور مهران محاولات بعض القادة الدوليين ترشيح ترامب لنوبل السلام لأغراض سياسية ضيقة، مؤكداً أن هؤلاء القادة يسعون لكسب ود الإدارة الأمريكية على حساب القيم الإنسانية والأخلاقية، مشيراً إلى أن جائزة نوبل للسلام يجب أن تُمنح لمن يعمل حقاً من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان، وليس لمن يدعم الحروب والقتل والدمار.

وأفاد مهران بأن منح ترامب جائزة نوبل للسلام في ظل دعمه للإبادة الجماعية في غزة سيكون بمثابة وصمة عار أبدية على جبين هذه الجائزة العريقة، وسيفقدها مصداقيتها التاريخية إلى الأبد، مؤكداً أن التاريخ سيذكر بالخزي والعار كل من ساهم في تبرئة مجرمي الحرب وتقديمهم كرجال سلام، بينما الدماء البريئة للأطفال والنساء الفلسطينيين ما زالت تسيل في شوارع غزة المدمرة.