رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هدى سلطان.. صوت التمرد الأنثوي الذي تحدى القيود وتربع على عرش الفن

15-8-2025 | 04:05


هدي سلطان

ياسمين محمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة هدى سلطان، هي واحدة من أبرز نجمات الغناء والتمثيل في مصر والعالم العربي، لم تكن مجرد فنانة عابرة، بل رمزا للمرأة القوية التي تحدت القيود الاجتماعية وفرضت حضورها على الساحة الفنية بصوتها العذب وأدوارها المتنوعة، رغم من رحيلها تظل أعمالها شاهدة على موهبة استثنائية صنعت لنفسها مكانة لا يزاحمها أحد.

ولدت باسم بهيجة عبد العال الحو في 15 أغسطس 1925، بقرية كفر الجندي في محافظة الغربية، نشأت وسط بيئة قروية محافظة، والدها كان فلاح  صارم يرفض الفن، وأمها سيدة بسيطة، لكنها كانت الحليف الخفي لأحلام أبنائها، رغم هذا الجو المحافظ، احتضنت هدى شغفها بالغناء، وإن بقي مكبوتا داخل جدران المنزل، حيث لم تكن تجرؤ على الغناء أمام شقيقها فوزي، رغم علمه بحبها للفن.

ورغم أن فوزي نفسه خاض صراعاً مريراً مع والده من أجل دراسة الموسيقى، إلا أنه – بعد نجاحه الفني – تبنى موقفاً مشابهاً لموقف الأب، حين رفض دخول شقيقته الوسط الفني، بحجة حمايتها من أجوائه، وصل الخلاف بينهما إلى حد التهديد، كما كشفت هدى لاحقاً، لكنها لم تتراجع. بل اختارت أن تواصل المسير، مستندة إلى عزيمة لا تلين، لتبدأ أولى خطواتها الفنية بانضمامها للإذاعة المصرية كمطربة عام 1949.

وفي لحظة إنسانية مؤثرة، عاد الود بين الشقيقين قبل وفاة فوزي، حيث استقبلها بالأحضان والدموع، وقدم لها هدايا صلح، بينها لحن "لاموني وارتضيت باللوم"، في مشهد أعاد دفء العلاقة بعد سنوات من القطيعة.

لم تكتفِ هدى بأن تكون صوت نسائي مميز فحسب، بل أعادت رسم ملامح المرأة المصرية على الشاشة، بدأت بأدوار الفتاة الرقيقة، ثم تألقت في تجسيد شخصية المرأة القوية والمتحكمة، كما في فيلم "امرأة على الطريق" عام 1958، الذي شكل نقطة تحول في مسيرتها السينمائية.

وفي دراما التلفزيون، كانت حاضرة بقوة، تؤدي أدوارا رئيسية ومحورية، جعلت منها ركنا أساسيا في كل عمل تشارك فيه،كانت تهتم بكل تفاصيل حياتها، حتى ملابسها التي كانت تصممها بنفسها، لتضفي على شخصياتها ملامحها الخاصة، سواء على الشاشة أو في الحياة.

الموسيقار محمد الموجي وصف صوتها بأنه "بارع وقوي"، بينما تولى رياض السنباطي توجيه أدائها في بعض الأعمال، مؤكدا موهبتها المتفردة،ورغم أنها لم تسعِ وراء مشروع غنائي صِرف، فإن حضورها كان دائما مشبعا برؤية فنية عميقة، وهدف أكبر يتمثل في التمرد على القيود الاجتماعية.